على أصوات التشققات الصخرية المرعبة ينام سكان قرية كاملة في مديرية الشمايتين -غربي مدينة تعز- خارج منازلهم في العراء، خوفاً من أن تسقط عليهم صخرة تسحق بيوتهم على غفلة منهم أثناء الليل. 
 
ومنذ نهاية العام الماضي يعيش أبناء منطقة "الخبل" بعزلة العلقمة قلقاً كبيراً جراء استمرار حالة التشققات والانهيارات التي لم تتوقف، وأصبحت تمثل رعباً وهاجساً يحاصر الأهالي يومياً.
 
رعب ليلي
 
سيف العلقمي، من سكان قرية اللصبة التابعة للعزلة والتي ظهرت فيها التشققات، يشارك الأهالي الوضع المرعب ذاته، ويؤكد أن سكان القرية يسمعون انزلاقات صخرية ليلياً، ويشعرون بحدوث هزات أرضية، مما يجعلهم يعيشون حالة استنفار وخوف دائم.
 
برزت ظاهرة التشققات في جبل نمان، أعلى جبال المنطقةد في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وبدأت بمشاهدة السكان حفرةً عميقةً في أعلى الجبل أخذت تتوسع يومياً.
 
يقول العلقمي لوكالة "2 ديسمبر": "التشققات صارت واضحة وتُرى بشكل ظاهر لزوار المنطقة، وتوسعت لتصل إلى منازل القرية التي أصبحت في خطر كبير خاصة بعد أن سقط عدد من الصخور من الجبل المطل على القرية إلى الوادي". 
 
وأضاف العلقمي: "أسباب الانهيارات غامضة، ويجب إنزال فرق جيولوجية متخصصة توضح الأسباب والمخاطر المتوقعة حتى يتمكن السكان من ترتيب وضعهم تفادياً لوقوع كارثة -لا سمح الله- حيث يقطن المنطقة المئات من السكان الذين يعيشون ظروفاً صعبة ولا يملكون إمكانات النزوح من المنطقة". 
 
عجز عن النزوح
 
وكالة "2 ديسمبر" التقت عدداً من أبناء المنطقة بقرية اللصبة؛ لاستطلاع أوضاعهم والوقوف على معاناتهم جراء الانهيارات الصخرية، وأكدوا أنهم غير قادرين على النزوح بسبب التضاريس الصعبة للمنطقة وكلفة النقل الكبيرة.
 
وعبّروا عن أملهم في نزول لجان متخصصة توضح حجم الخطر في التصدعات والتشققات على سكان القرية. 
 
بندر الحاكم -أحد شباب القرية- يقول: "ظهرت التشققات عقب موسم الخريف، حيث اكتشفها بعض الرعاة في جبل نمان، إلا أن الأمر لم يكن خطيراً، ولم يلتفت إليه الناس".
 
ويضيف: "مع مرور أسابيع شاهد السكان التوسع يصل إلى المناطق التي يقطنونها، مما خلق حالة من الذعر وسط الناس لا سيما مع حدوث الهزات الليلية وتساقط الصخور". 
 
ووجّه الأهالى نداءً للعميد الركن طارق محمد عبدالله صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، مؤكدين أن أملهم فيه كبير في المساعدات الإغاثية والاهتمام بالمشكلة، مشيرين إلى أن مسؤولين بالدولة زاروا المنطقة لكنهم لم يقدموا حتى اللحظة أي شيء.
 
مناشدات بلا تفاعل 
 
شيخ المنطقة عبد السلام زامط أكد في تصريح لوكالة "2 ديسمبر"، أنه وجه  خطابات للسلطات المختصة في الأسابيع الماضية بضرورة التدخل والقيام بواجباتها في حماية السكان من المخاطر المتوقعة، لكن تلك المناشدات لم تلقَ آذاناً صاغية أو رداً إيجابياً. 
 
وأوضح زامط، أن الوضع حالياً في المنطقة مربك للسكان حيث لا يعرفون أسباب تلك التصدُّعات في الجبل، ويتخوفون من وقوع نشاط بركاني يهدد كينونة المنطقة، مناشداً العميد طارق صالح ومجلس القيادة الرئاسي كاملاً بالعمل على إنزال فرق متخصصة تبين الأسباب وتقوم بتوضيح ذلك للسكان حتى يتمكنوا من وضع الاحتياطات، ومساعدة الأهالي في محنتهم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية