"لن يكون الحوثي أقوى من كل خراب العهد الإمامي الذي أسقطته الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر"، هكذا لخص العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، حتمية النصر للمعركة الوطنية التي يخوضها الشعب اليمني لاستعادة دولته ودفن خرافة، داعيًا أحرار اليمن قاطبة إلى الإيمان بثورتهم وحيويتها وديمومتها وقدرتها على إسقاط الحوثي ومليشياته، الإماميين الجدد.
 
وحتى يتحقق النصر، لا بد من المضي على الطريق الصحيح، أو لنقل المضي في أقصر وأيسر الطرق لاستعادة الدولة، وهو ما يتطلب الاتعاظ بالماضي لمواجهة تحديات الحاضر وفهم متطلبات المستقبل.
 
وإذا كانت الفُرقة والتيه بين اليمنيين هي سبب الصدع الذي تسلل عبره الحوثيون بعد أن جفلوا من وكرهم في صعدة منقضّين على صنعاء، ومحاولاتهم اجتياح أقاصي البلاد بشرقها وغربها بدعم إيراني؛ فإن الصفَ الوطني المتحد بالغاية والهدف كفيلٌ بإعادة الاعتبار لمعركة استعادة الدولة، ومواجهة المشروع الإيراني وتحقيق آمال اليمنيين بإنهاء الانقلاب.
 
دون وحدة الصف والتي جاء تشكيل مجلس القيادة الرئاسي تجسيدًا لها؛ ستظل معاول الكهنوت تضرب في جسد الوطن بعد أن حطّمت المليشيا الإرهابية بناء الدولة المُشيّد بقيم العدالة والديمقراطية، واستباحت الدستور والقانون انتقامًا من مشروع الجمهورية، وفرضت على اليمنيين الاحتكام إلى خرافاتٍ غابرة كان اليمنيون قد أهالوا عليها التراب قبل 60 عامًا يوم أن أيقظ مارد ثورة الـ26 من سبتمبر روح الانتفاضة في نفوسهم، فأسقطوا الكهنوت وحملوا اليمن إلى العهد الجمهوري المشرق.
 
ثماني سنوات انقضت على هذا اليوم المشؤوم، يوم النكبة التي حلّت باليمن في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، ولا يزال اليمنيون متفانين في الإباء والصمود والصبر والجلَد، يجابهون مشروع الإمامة الجديد بكل ما أوتوا من قوة وعزم، وكلهم ثقة بأن وعد الحرية والكرامة سيشرق لا محالة، طال الزمن أم قصر.
 
 الحاجة لوحدة الصف ليست غرضًا يُرجى منه فائدة هامشية؛ إنما ضرورة وطنية تحتم على كل القوى السياسية الإيمان بها لحشد الطاقات والجهود وتعزيز عوامل القوة، للذهاب بصلابة أقوى وبأسٍ أشد نحو استعادة الجمهورية انطلاقًا من كل جبهات القتال دون استثناء وصولًا إلى صنعاء، عاصمة اليمنيين التي تحتلها اليوم مليشيا إرهابية بأجندة إيرانية، تعكف ليل نهار على سلبها هويتها العربية لإلباسها ثوب الفارسية.
 
لقد حوّل الحوثيون اليمن- منذ انقلابهم المشؤوم- إلى مستنقع، تعصف به الأزمات تِباعًا، ونشروا الموت في كل الأصقاع، وملأوا الأرض ألغامًا وعبوات ناسفة، وحرموا الناس من رواتبهم ومن حقهم في العيش الكريم؛ حاصروا المدن وعاثوا بها الخراب، ما يستلزم بالضرورة الاتكاء إلى هدف واحد وغاية واحدة، ورص الصف دون تباعد حتى لا يجد الحوثيون ثغرة يتسللون منها لدس سم الخلاف الذي يدركون أنه سبب بقائهم جاثمين على صدور اليمنيين حتى اليوم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية