بيان الزيف والخداع والتضليل، الذي أصدرته مليشيا الحوثي الكهنوتية العميلة لإيران، عشية إعلان مقترح جديد لتمديد الهدنة، يتجاوز كونه بيان تضليل، إلى كونه بيان استهبال واستهتار بعقول المغفلين، الذين تسوق لهم كل يوم عشرات الأكاذيب، لتبقيهم على غفلتهم، يسيرون في فلكها، ويأكلون من أكاذيبها، ويهتفون بصوابية جرائمها التي تقترفها في حقهم جهارًا نهارًا.  
 
البيان الذي طبخه الدجالون على أساس أنه صادر عن ما يسمى فريق التفاوض، هو للاستهلاك الداخلي، وتحديدًا لأولئك الذين يتعاملون مع فقاعات المليشيا ودعايتها الفانتازية على أنها واقع، ويعتقدون أن أساطير القوة وأكاذيب التصنيع الحربي، ومسرحيات العروض الكرتونية، معطيات قوة تؤهل عصابات الدجل لرفض أي هدنة أو تفاوض، وقدرتها على الدخول في مواجهة جديدة، ولا يعلمون أنها تهرب إلى المفاوضات وتحتمي بمبادرات حلفاء الصهيونية، الذين منحوها أكثر من فرصة للنجاة، وهي على حافة الهاوية.
 
يعلم ضحايا حماقات وعنتريات العصابة الحوثية، أنها تكذب عليهم بدغدغة مشاعر الجوعى الذين صادرت مرتباتهم، والمحاصرين الذين أغلقت أمامهم كل الطرقات، وأهالي الأسرى الذين تاجرت بملفاتهم، ولا نعتقد أن أحداً من ضحايا الحرب التي أشعلتها المليشيا الحوثية يجهل حقيقة هذه العصابة التي جلبت لليمن كل الكوارث.
 
لم تعد مليشيا الزيف والدجل والخداع قادرةً على خداعنا أو خداع المجتمع الدولي أو خداع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، لكنها تخدع المغفلين الذين يُصدِّقون خرافاتها، وينجرُّون وراء زيفها إلى محارق الموت التي تقودهم إليها كالأنعام وأضل.
 
مليشيا العمالة والارتهان والتبعية المطلقة لحوزات الانحراف تخدع المغفلين أنها تدافع عن الوطن ضد الغزاة والمحتلين والعملاء، وهي في نفس الوقت تتأفف من الانتماء لليمن واليمنيين، وتتنكر للهُوية اليمنية، وتدعي انتماء لآل البيت وقريش، وتمنح نفسها على أساس هذا الانتماء أفضلية على اليمنيين، بل وتعتبرهم عبيدًا لكهنتها، الذين تعتبرهم سادة على من سواهم، وقبل ذلك على اليمن واليمنيين.
 
تخدع المغفلين والحمقى والجهلة أنها تدافع عن السيادة الوطنية، وهي ترتمي في أحضان كهنة الحوزات وملالي إيران، وترهن قراراتها وتحركاتها وكل مواقفها لإيران الاستعمارية التوسعية الإرهابية، حليفة الصهيونية العالمية.
 
توهم قطيع المخدوعين بأوهامها، أنها تدافع عنهم وعن مصالحهم، وهي تصادر مرتباتهم وتنهب لقمة عيشهم وتسرق موارد بلادهم وتستحوذ على كل مصادر العيش في وطنهم، وتطلق لصوصها لابتزازهم والاستيلاء على ممتلكاتهم غصبًا وعلى مسمع ومرأى.
 
تستغفل قطعان الهتَّافين الذين مسختهم بشعارها المسخ، وتقودهم إلى الموت، وتستجلب لهم ولأهاليهم الموت والفناء لخدمة إيران، ومن خلف إيران الصهيونية العالمية وحلفاؤها، تحت شعارات سخيفة كاذبة، مستوردة من بقايا الزيف الذي استهلكه كهنة إيران في سبعينيات القرن العشرين.  
 
تكذب على نفسها وعلى أتباعها الذين عطلت أدمغتهم وحواسهم، وألغت آدميتهم، وجعلت منهم دُمَى تعبث بها وتلقي بها إلى المحارق، وقودًا لحرب عبثية، جلبتها وتخوضها بالمغفلين، لخدمة مشروع توسعي إيراني، يستهدف اليمن الأرض والإنسان والسيادة والهُوية والحضارة، ويسعى لجعل اليمنيين أدوات إجرام وعصابات قرصنة ومجموعات إرهابية، تسخرها إيران لتهديد جيران اليمن، وابتزاز أشقاء اليمن العرب والمسلمين، بل وتحاول إيران أن تجعل من اليمنيبن جماعات إجرامية تمارس بها اللصوصية والإرهاب والقرصنة والإجرام في البر والبحر.
 
تكذب مليشيا الحوثي على أولئك الذين ضلوا طريق الحق، أنها تحارب بهم وبأبنائهم من أجل حريتهم وكرامتهم، في الوقت الذي يعلم هؤلاء قبل غيرهم أن مليشيا اللصوص تمتهن كرامتهم بالتجويع والتجهيل والتركيع والتشريد والاضطهاد، وتصادر حرياتهم وحريات أهلهم بالقمع والاعتقالات والتطويع والإخضاع، وتهدر كرامتهم وكرامة أهلهم ووطنهم بتشويه سمعتهم وسمعة بلادهم بين الأمم والشعوب، التي تعيش حالةً من الذهول، متسائلةً عن السبب الذي يمكن أن يجعل اليمنيين أهل الحضارة والتاريخ والديمقراطية والحريات، يخضعون ويستسلمون وينقادون لعصابات متخلفة كهنوتية رجعية عنصرية لا تنتمي للعصر، وتقود أتباعها إلى الصنمية واستعباد البشر..!
 
تتدثر مليشيا الضلال بالدين والشرع زورًا، وهي تخالف كل شرائع السماء وتشريعات الأرض، بل وتستهدف العقيدة الصحيحة بالخرافات، وتستهدف القيم السوية بالتعبئة المنحرفة، وتتجاوز وتحاول طمس قيم المجتمع وعادته الحسنة وعاداته وأعرافه النبيلة.
 
2 أكتوبر 2022م

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية