شكّل اتفاق التسوية اللبنانية - الإسرائيلية صدمة لأتباع حزب الله اللبناني، سواء في الداخل اللبناني أو في اليمن؛ كون اتفاق مثل هذا (اتفاق ترسيم الحدود البحرية) يعري حقيقة الحزب- ذراع إيران- وكيف أن كل ما يرفعه حسن نصر الله شعارات زائفة.
 
وفي محاولة تهرب بائسة من تناقضات الواقع والمزايدات، قال حسن نصر الله إن اتفاقه مع إسرائيل مؤقت.
 
وفيما اعتبر سياسيون لبنانيون هذا الاتفاق إنجازًا، وأن حسن نصر الله وضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار؛ رأى آخرون أن نجاح الوساطة الأمريكية في التوصل إلى هذا الاتفاق مرتبط بمسار المفاوضات بين واشنطن وطهران، وأن الاتفاق مصلحة إيرانية أكثر منها لبنانية.
 
 آخرون لبنانيون وعرب مناهضون لحزب الله، أشادوا بموقف أمين عام الحزب، حسن نصر الله، مشيرين إلى أن الواقع شيء والشعارات الزائفة شيء آخر. 
 
وعن نص الاتفاق الذي ضرب بشعارات حزب الله اللبناني بعيدًا، ذكرت مسودة نشرتها رويترز، الأربعاء، أن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، يهدف إلى "التوصل إلى حل دائم ومنصف" للنزاع القائم منذ فترة طويلة.
 
وجاء في المسودة: "يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في التاريخ الذي تُرسل فيه حكومة الولايات المتحدة إشعارًا يتضمن تأكيدًا على موافقة كلٍّ من الطرفين على الأحكام المنصوص عليها في هذا الاتفاق".
 
وفي اليوم الذي ترسل فيه واشنطن هذا الإشعار، سيرسل لبنان وإسرائيل في نفس الوقت إحداثيات متطابقة إلى الأمم المتحدة تحدد موقع الحدود البحرية.
 
أبرز بنود الاتفاق
 
أحاطت السريّةُ مفاوضاتِ ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بشكل كبير، لكنها وصلت إلى اتفاق رشَحت عنه بعض التفاصيل، بحسب وكالة أسوشيتد برس، ومن أبرز النقاط التي تم الكشف عنها:
 
ورغم خطابات أمين عام حزب الله اللبناني ذراع إيران في المنطقة حسن نصر الله، عن حقل كاريش وأحقية لبنان به؛ أصبح هذ الحقل بموجب الاتفاق، في الجانب الإسرائيلي بشكل كامل. في المقابل، يضمن الاتفاق للبنان السيطرة على "حقل قانا"، الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.
 
وستشكّل المنطقة رقم 9، حيث يقع حقل قانا، نقطة رئيسية للتنقيب، من قِبل شركتي توتال وإيني، اللتين حصلتا عام 2018 على عقود للتنقيب عن النفط والغاز.
 
مسؤول إسرائيلي أوضح أن رسومًا ستُدفع لإسرائيل مقابل أي غاز يستخرج من الجانب الإسرائيلي، لحقل قانا، فيما أشار مسؤولون لبنانيون إلى أن شركتي التنقيب ستدفعان هذه الرسوم.
 
وسيُترك "خط العوامات" قائمًا كحدود بحرية فعلية بين لبنان وإسرائيل. وكانت إسرائيل قد ثبّتت هذا الخط، بعد انسحابها من لبنان عام 2000. ويبلغ طول "خط العوامات" ثلاثة أميال، ويمتد من ساحل رأس الناقورة إلى البحر المتوسط.
 
ويمثل اتفاق ترسيم الحدود البحرية، بين لبنان وإسرائيل، تسوية مهمة. وقد يمهّد لمحادثات بشأن الحدود البرية التي لا تزال محط نزاع.
 
الجانب الإسرائيلي
 
وقال رئيس الوزراء البديل، رئيس الحكومة السابق، نفتالي بينيت، إن الاتفاق مع لبنان ليس نصرًا تاريخيًا، لكنه أيضًا ليس اتفاق استسلام.
 
كما قال لابيد: ليس كل ما هو جيد للبنان هو سيئ لإسرائيل.
 
وقال لابيد، إنه وعلى إثر الاطلاع على رأي قادة الأجهزة الأمنية، قرر التصويت مع القرار، إذ إن هناك نافذة صغيرة وكان يجب استغلالها.
 
انتهت جلسة المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن القومي (الكابينت)، وفي ختامها صوّت أعضاؤه على ملخص رئيس الوزراء لابيد، وفقًا للنص التالي:
"هناك أهمية وضرورة ملحة للتوصل إلى الاتفاق البحري مع لبنان في هذه الفترة. أعرب أعضاء الكابينت عن دعمهم لدفع إجراءات المصادقة على الاتفاق قُدمًا من قِبل الحكومة".
 
وأيّد جميع أعضاء الكابينت النص بالإجماع، ما عدا الوزيرة أيليت شاكيد التي امتنعت عن التصويت، وفقًا للمتحدث باسم رئيس الوزراء للإعلام العربي.
 
يمنيًا، وباعتبار حزب الله اللبناني المسؤول إيرانيًا عن ملف مليشيا الحوثي، تترقب الأوساط السياسية والشعبية على حد سواء موقف زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي؛ هل يبارك لحزب الله اتفاقه التاريخي مع إسرائيل؟!

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية