فُجعت اليمن، اليوم، بوفاة الدكتور عبدالعزيز المقالح، أحد أعظم شعرائها الأحرار المناضلين "عشاق النهار" الذين كان لهم الدور الأبرز في بزوغ الفجر اليمني، وانحسار ظلام الإمامة والكهنوت والاستعمار، ثم في نهضة الوطن، بعد ثورته المباركة في العام 1962م، ووحدته الخالدة، عبر جامعة صنعاء التي كانت في عهد الشاعر والأديب الدكتور المقالح صرحًا يضم كبار العلماء في الوطن العربي، ويخرّج الآلاف من مشاعل التنوير..
 
خسر الوطن اليوم، برحيله، رجلًا له بصمات لا تمحى في بناء جيل يحمل روحه أدبيًا وعلميًا، وقامة سامقة يغشى ضوؤها اليمني الأرض على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي.
 
قضى شاعر اليمن ومفكرها الدكتور المقالح، معظم سنوات عمره (85 عامًا) في الكفاح ضد القوى الظلامية والكهنوتية، يستنفر الهمم ويشعل فتيل الثورة في دماء الشعب، قائلًا إن: الصمت عار والخوف عار، ومتوعدًا الطغاة بالاستمرار في طريق الفجر: سنظل نحفر في الجدار، إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على وجه الجدار.. حتى أشرق نور الحرية، بيد "بُناة الفجر عشاق الكرامة، الباذلين نفوسهم لله في ليل القيامة، وضعوا الرؤوس على الأكف ومزقوا وجه الإمامة"، حتى "مات الطغاة الظالمون وشعبنا المظلوم عاش".
 
ترجل الشاعر الثائر المقالح، وفي قلبه غصة وهو يرى القوى التي ناضل للخلاص منها تعود وتسدل ستارها الظلامي مجدّدًا على صدر الوطن؛ غير أنه ترك إرثًا ثقافيًا وشعريًا ينبض باليمن ويحمل شرارة ثورة ستشعل السهل مرة أخرى وبركان تجرف حممه الكهنوتيين الجدد (مليشيا الحوثي).
 
في قرية المقالح بمحافظة إب، وسط البلاد، كان ميلاد الشاعر والأديب والناقد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح المَقالِح (1937)..
تلقى تعليمه الأول في الكتاتيب بمدينة صنعاء، ثم التحق بدار المعلمين بصنعاء وتخرج منها عام 1960، وواصل تحصيله العلمي حتى حصل على الشهادة الجامعية عام 1970، وفي عام 1974 حاز على درجة الماجستير في الأدب العربي عن موضوع رسالته "الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن"، في جامعة عين شمس، ثم في سنة 1977 نال شهادة الدكتوراه عن موضوع رسالته "شعر العامية في اليمن- دراسة تاريخية ونقدية" من الجامعة نفسها.
 
شغل العديد من المناصب العلمية والإدارية، حيث عمل أستاذًا للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب- جامعة صنعاء، ورئيسًا لجامعة صنعاء من 1982-2001، وهو رئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني، وعضو المجمعين اللغويين في القاهرة ودمشق، ورئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني، عضو مؤسس للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا.
 
الجوائز والأوسمة التي حصل عليها:
 
حصل على جائزة اللوتس عام 1986م.
 
حصل على وسام الفنون والآداب عدن 1980م.
 
حصل على وسام الفنون والآداب- صنعاء 1982م.
 
حصل على جائزة الثقافة العربية، اليونسكو، باريس 2002م.
 
حصل على جائزة الفارس من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية، 2003م.
 
حصل على جائزة الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 2004م.
 
حصل على جائزة الشعر من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية 2010م.
 
مؤلفاته
 
أولًا: المؤلفات الشعرية:
 
لا بد من صنعاء، 1971م
 
مأرب يتكلّم، بالاشتراك مع السفير عبده عثمان، 1972م
 
رسالة إلى سيف بن ذي يزن، 1973م
 
هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، 1974م
 
عودة وضاح اليمن، 1976م
 
الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل، 1978م
 
الخروج من دوائر الساعة السليمانيّة، 1981م
 
أوراق الجسد العائد من الموت، 1986م
 
أبجدية الروح، 1998م
 
كتاب صنعاء، 1999م
 
كتاب القرية، 2000م
 
كتاب الأصدقاء، 2002م
 
كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان، 2004م
 
كتاب المدن، 2005م.
 
ثانيا: المؤلفات الأدبية والفكرية:
 
الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن.
 
شعر العامية في اليمن.
 
قراءة في أدب اليمن المعاصر.
 
أصوات من الزمن الجديد.
 
الزبيري ضمير اليمن الوطني والثقافي.
 
يوميات يمانية في الأدب والفن.
 
قراءات في الأدب والفن.
 
أزمة القصيدة الجديدة.
 
قراءة في كتب الزيدية والمعتزلة.
 
عبد الناصر واليمن.
 
تلاقي الأطراف.
 
الحورش الشهيد المربي.
 
عمالقة عند مطلع القرن.
 
الوجه الضائع، دراسات عن الأدب والطفل العربي.
 
وكُتبت في شعره العديد من الدراسات والبحوث ورسائل الدكتوراه والماجستير داخل اليمن وخارجه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية