حالة من الازدهار في زمن الركود  تعيشها مدينة المخا التي أضحت الرئة التي تتنفس من خلالها محافظة تعز المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية  ، حيث شهدت وتشهد هذه المدينة الساحلية توسعًا كبيرًا في البنية التحتية، وازدحامًا سكانيًا بعد أن ثارت قبلة للأحرار من كل محافظات الجمهورية ، ونشاطًا تجاريًا أعاد للمدينة ألقها وعبق تاريخها التليد.
 
كما أن تشغيل الميناء ساهم في تطوير الحركة التجارية في المدينة التي صارت مقصدًا لرجال المال والأعمال، بالتزامن مع نهضة غير مسبوقة تشهدها المخا، التي تربط بين ثلاث من أهم المدن اليمنية هي تعز وعدن والحديدة.
 
وترتبط عظمة الإنسان بعظمة المكان، فأينما التقيا يولد التاريخ العظيم، كما يقول الكاتب والباحث السياسي ثابت الأحمدي لـوكالة " 2ديسمبر".. مضيفًا: ونحن نشهد اليوم ميلادًا جديدًا لمكان هو من العظمة التاريخية بمكان؛ إذ يعتبر هذا الميناء من الموانئ التاريخية اليمنية منذ العصور الحميرية الأولى، وارتبط بكثير من الموانئ التاريخية الأخرى كميناء الفازة في زبيد وميناء اللُّحية أيضًا، وجميعها موانئ ومدن تاريخية، ارتبطت بحركة التجارة الدولية والمحلية.
 
يتابع الأحمدي: "في كتاب "من كوبنهاجن إلى صنعاء" تفاصيل مهمة أيضًا عن هذه الموانئ، كما في النقوش الحميرية أيضًا إشارات إلى ميناء المخا، وقد شهد هذا الميناء حركة تجارية واسعة منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي، عقب سيطرة البرتغاليين على مياه البحر الأحمر فالهولنديين فالفرنسيين فالبريطانيين فالعثمانيين الأتراك، وخاصة بعد ازدهار تجارة البُن، وإليه نُسب، فكانت بن اليمن تورد من هذا الميناء الحيوي الهام". 
 
وعن أهمية ميناء المخا الحيوية، يوضح الأحمدي، أنه يُعد بشكل عام رابطًا جيوسياسيًا بين قارتين: أفريقيا وآسيا، ومن الممكن أن يلعب دورًا اقتصاديًا مهمًا وسوقًا حرة إذا ما توفرت البنية التحتية، والقوانين النافذة التي تنظم التجارة، فاليوم تمثل المخا متنفسًا جغرافيًا جديدًا، لا لتعز أو الحديدة فقط؛ كونهما مرتبطين بها؛ بل لليمن أجمع.
 
لافتًا إلى أن العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، لعب دورًا كبيرًا في تطوير المخا، ولا تزال الأعين عليه لتطويرها أكثر. 
 
ويبرز  مطار المخا الدولي الذي يُعد مطارًا رسميًا لمحافظة تعز، بوصفه نقلة نوعية للمدينة الساحلية.
 
وكان مدرج المطار شهد مؤخرًا هبوط أول رحلتين جوية على مدرج المطار تزامنا مع تدشين العميد طارق صالح المرحلة الثانية لمشروع المطار، وتشمل بناء الصالة والبرج وذلك بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
يقول الكاتب عبدالسلام القيسي لـ"2ديسمبر": "إن المخا تشهد تطورًا ملحوظًا في كل الأصعدة، بنية تحتية تؤهلها لتكون مدينة المستقبل ولفعل ذلك يجب أن تكون هناك بنية تحتية أساسياتها المنفذ الجوي والبحري والصحة والطرقات، هذه بنية كل نهضة، وفي المخا وبدعم العميد طارق، تكاملت هذه الإنجازات من مدينة ديسمبر الطبية إلى ميناء المخا الذي يعمل والمطار الذي يستقبل الرحلات إلى إصلاح الطرق المؤدية من وإلى المخا، وأول هذه الطرقات طريق ذو باب المندب الذي أُعيد تعبيده، وكذلك البدء بإنجاز طريق الكدحة تعز التي تربط جبال المحافظة بسواحلها".
 
ووفق القيسي، فهذه الإنجازات حققت نهضة عمرانية وجلبت رؤوس المال ورجال الأعمال، مؤكدًا أن مخا اليوم ليست مخا الأمس من حيث الحركة السكانية والتجارية التي تعيشها المدينة حاليًا، وتحقق كل ذلك بجهود ودعم العميد طارق صالح.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية