فيما تتواصل الأنباء والتقارير عن وفاة عدد من المتظاهرين الجرحى وتدهور أوضاع العديد من السجناء بسبب التعذيب والضغط من قبل رجال الأمن، يواصل القضاء الإيراني إصدار أحكام الإعدام والجلد والسجن لفترات طويلة ووضع كفالات ثقيلة ضد المتظاهرين.
 
وكتبت قناة "مجالس اتحاد الطلاب" في البلاد أنها تلقت تقارير تفيد بأن غزال أميري، الطالبة في جامعة شيراز، تعرضت للضرب بهراوة خلال احتجاجات 10 أكتوبر، لكنها لم تذهب إلى المستشفى خوفا من الاعتقال.
 
وفي اليوم التالي ساءت حالة هذه الطالبة وتوفيت بعد نقلها إلى المستشفى.
 
في الوقت نفسه، أشارت هذه القناة التي تبث أخبار الطلاب إلى أنها "لا تؤكد أو تنفي بشكل مستقل الطريقة التي قتلت بها غزال أميري".
 
من جهة أخرى، وبحسب التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، كسرت أسنان صالح مير هاشمي، أحد المتظاهرين المحكوم عليهم بالإعدام، في السجن وتحت التعذيب، كما تمزقت طبلة أذنه. وصالح مير هاشمي متزوج حديثا ووالدته في حالة حرجة بسبب الضغط العصبي الذي ما تعرض له ابنها.
 
في غضون ذلك، أفاد موقع "هرانا" الإخباري بأن إبراهيم نارويي، الذي اعتقل خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد في زاهدان، حكم عليه بالإعدام من قبل الفرع السادس للمحكمة الثورية في هذه المدينة بتهمة "الحرابة".
 
من ناحية أخرى، نشر حساب "1500 صورة" فيديو لوالدة ووالد سعيد يعقوبي، أحد المتظاهرين المحكوم عليه بالإعدام في أصفهان، يقولان فيها إن ابنهم سعيد هو المعيل وطالبا بالإفراج عنه.
 
وبحسب التقارير والملفات الصوتية المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد خاطب حسن فيروزي، المتظاهر المحتجز الذي ولدت ابنته للتو، الشعب الإيراني في مكالمة من السجن، قائلاً: "افعلوا شيئاً كي أرى ابنتي مرة واحدة، فسوف يقتلونني سواء وقعت أم لم أوقع، أريد أن أرى ابنتي للمرة الأخيرة".
 
وفي تغريدة، أشارت وكالة "ميزان" للأنباء إلى اعتقال المتظاهر الشاب بوريا جواهري في كامياران واتهمته بـ"إطلاق النار من مسدس على عناصر الشرطة".
 
وأضافت "ميزان" أنه تم إصدار مذكرة توقيف بحق بوريا جواهري بتهمة "الحرابة"، ويتم النظر في قضيته في محكمة كامياران.
 
من ناحية أخرى، لا تزال هناك مخاوف من صدور أحكام أخرى قاسية، والغموض في أوضاع العديد من الموقوفين وظروف أسرهم.
 
وقالت زوجة الناشط العمالي، وريا قمري، في رسالة لمنظمات حقوقية وعمالية، إن زوجها اعتقل واقتيد إلى مكان مجهول في 8 يناير (كانون الثاني) أثناء بيعه البضائع في مدينة سنندج. وفي الوقت نفسه، تتعرض هذه الأسرة لضغوط مالية شديدة بسبب الفشل الكلوي لطفلها.
 
كما أعلنت زوجة إحسان بيربرناش، أن هذا الصحافي المسجون قد حكم عليه بالسجن 18 عاما، منها 10 قابلة للتنفيذ، في محكمة ساري الثورية، رغم خطاب طبيب السجن الذي يفيد بأنه مريض ولا يمكنه تحمل السجن.
 
من جهة أخرى، أعلن قائد شرطة بوشهر عن اعتقال امرأتين ورجلين بسبب كتابة شعارات في بوشهر ودشتي.
 
وفيما يستمر طرد الطلاب المحتجين وقمعهم، أعلن رئيس جامعة شريف للتكنولوجيا: "قد نستمر في منع بعض الطلاب من دخول الجامعة حتى تتخذ لجنة الانضباط بالجامعة قرارا بشأنهم. إذا ارتكب شخص ما خطأ، فيجب محاسبته على هذا الخطأ".
 
أيضًا، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، تم طرد طالبين على الأقل من جامعة طهران للعلوم الطبية من الجامعة أو نفيهما من قبل اللجنة التأديبية.
 
في غضون ذلك، حكم على فايزة عبدي بور، الناشطة النقابية الطلابية، بالسجن 7 سنوات وغرامة 2 مليون تومان.
 
من ناحية أخرى، نظم طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة علامة، تجمعاً احتجاجًا على اعتقال الطالب علي زيرايي بهذه الكلية، والإعلان عن الحكم بالسجن 5 سنوات على ميلاد عبدي.
 
نشر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين بيانا يدين عمليات الإعدام وكتب: "النظام الذي يدعي حكم المظلومين والفقراء ذهب الآن إلى أفقر وأشد الناس حرمانا وفي نفس الوقت أنبل طبقات المجتمع لمعاقبتهم".
 
في غضون ذلك، قال ميثم جبلي، شقيق رئيس إذاعة وتلفزيون إيران، في مقابلة حصرية مع "إيران إنترناشيونال": "الثقافة السائدة في الجمهورية الإسلامية مليئة بالعنف والموت والقبح".
 
وكتب رسول خادم، الذي احتج لفترة طويلة على الظروف المعيشية التي أوجدها النظام الإيراني للشعب بمنشورات حادة، وفي آخر مشاركة له على "إنستغرام"، نشر مقطع فيديو لجنود الحرب العراقية الإيرانية، وكتب: "إلهي! لا يمكن لأي شخص مفلس أن يأخذ أكثر من رغيف خبز. هؤلاء هم الشعب، أبناء أرض إيران الأعزاء، من كل أمة وطائفة وطبقة، الشعب هو من قدم الشهداء والمعاقين للوطن..."
 
وأضاف خادم: "لقد تحمل المواطنون الغلاء والفقر، والألم الناجم عن التمييز منذ سنوات! إن التخريب الذي أحدثته تصرفات المفسدين والمديرين المتملقين وغير الأكفاء قد دمر حياة المواطنين! لقد دفع الشعب ثمن كل الصعوبات والمصائب! إذن من هم المدينون الآن؟ لعن الله من خان الشعب ودماء شهداء الوطن!"
 
وفي هذا السياق، عبرت نيلوفر آقايي، طبيبة التوليد، التي أصيبت هي الأخرى بطلق ناري في عينها أثناء احتجاج الأطباء، عبّرت في عيد ميلادها، عن أملها في أن يحدث الشيء الذي يتمناه الشعب.
 
المصدر/  إيران إنترناشيونال

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية