فيما هو واضحٌ، تخوض المليشيا الحوثية الإرهابية سباقًا مع الوقت لإذاقة السكان في مناطق سيطرتها، صنعاء بالذات، جُرع الويل، والاستقواء عليهم بالسلاح للوصول إلى ما بجعبتهم من أملاك للاستحواذ عليها ونهبها، وهذا المسلسل، القديم الجديد، يحدث اليوم بوطأة أشد وقهر مضاعف.
 
تشكل همدان في العاصمة المختطفة صنعاء، بؤرة لهذا الانتقام الوحشي، كما في بني مطر أيضًا، الذي يأتي دون سبب؛ لكنه يحدثُ لغرض، في جزء منه ناشئ من ثقافة الانتقام، وفي الجزء الآخر من الطبيعة الراديكالية للحوثيين كجماعة تستخدم القهر لإيذاء الناس، وتعتبر كل ما هو ملك لهم حقًا لها وفق منظور الثقافة الطغيانية للجماعة الإرهابية.
 
طبقًا لمصادر في همدان، فقد اجتاحت المليشيا الإرهابية منطقة "جاهلية" لحصار منزل أسرة عثمان دودة الكائن في قرية "دودة"، بعد حصار لوقت وجيز للمنزل، داهم مسلحو المليشيا المنزل واعتقلوا الرجال، ثم نقلوا من الموقع مشهدًا رمزيًا دالًا على وحشية الجماعة وسلوكها الإرهابي، عندما ابتهجوا راقصين يحتفلون بارتكاب الجريمة ضد مواطن أعزل.
 
 وقالت المصادر، إن المليشيا الحوثية، داهمت أيضًا، قبل أيام، مزارع القات التابعة للمواطن عبدالله قطران، بجاهلية همدان، وبعد تطويق المزارع شرعوا باستخدام الجرافات لإتلافها، مبررين فعلهم الوحشي بـ"البحث عن أسلحة مخبأة في باطن المزرعة"، وهي جريمة جاءت بعد ثلاثة أشهر من حصار المليشيا قرية "العرة" في همدان ذاتها.
 
وذكرت المصادر أن أهالي قرية "العرة" تصدوا لمحاولات حوثية تقودها ما تسمى "مؤسسة الشهداء" للسطو على أرض شاسعة تابعة للسكان تزيد مساحتها عن 1500 لبنة؛ إلا أن المليشيا ضربت حصارًا مطبقًا على القرية بعشرات الآليات استمر لأسابيع، وفي النهاية أطلقت وابلًا من الرصاص أوقع عشرات الجرحى واعتقلت آخرين، فيما فرضت الفرار على كثيرين لإبقائهم تحت طائلة المطاردة.
 
على نفس النهج، وبنفس الأدوات والأساليب، يقاوم سكان مديرية بني مطر، غربي صنعاء، حملات مسعورة آخذة بالاتساع، تنفذها مجاميع المليشيا الحوثية الإرهابية، منذ أسابيع، للسطو على مساحات شاسعة من الأراضي، وقد اعتقلت عشرات السكان فضلًا عن آخرين لا زالوا مطاردين إلى اليوم؛ لوقوفهم في الصفوف الرافضة لعمليات السطو القسرية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية