أثناء سفري على طريق الكدحة المخا عقب قضاء الإجازة العيدية، جالت في هاجسي خواطر عدة تسرح وتمرح في مخيلتي ذهاباً بين الماضي والحاضر وتحليقاً في تصور المستقبل.
 
تدفق المسافرين في هذا الشريان الحي يجعلك موقنًا أن الحصار المطبق على تعز بدأ ينكسر جزئياً، وبدأت تعز تتنفس الصعداء وعليل الموج القادم من شواطئ المخا وحرية الحركة جنوباً.
 
وأنا أشاهد مختلف المركبات التي تنقل السلع والمسافرين، والتي غيبت وعورة الطرقات والحصار وصولها طوال السنوات الماضية، تذكرت ذلك الطريق الوعر الذي كنا نسلكه في الأعوام الماضية، مروراً براسن وبني محمد وبني شيبة وبني عمر والمركز، وبعد أن ينقضي النهار نكون قد قطعنا جبال الوازعية والمعافر والشمايتين من أجل أن نسافر لتعز من تعز، وجاش الحزن بي على الكثير من الأرواح التي فقدناها في طريق هيجة العبد، وآخر الضحايا كارثة الباص صباح عيد الفطر.
 
اليوم، هذه الانفراجة نحو البحر ليس لتوفير مسافات الطريق فحسب، بل لتوفير سبل العيش وتحسين المعيشة، فهنا الكثير من الأيادي العاملة والمهنين الذين فقدوا أعمالهم وأجبرتهم البطالة على الاعتكاف في قراهم، يشدون رحالهم نحو عاصمة الساحل الغربي التي تشهد حركة تنموية وعمرانية ونمواً متسارعاً مكنها من امتصاص البطالة واستيعاب أبناء المناطق المحررة.
 
من يشاركك الحديث في السفر يزيدك شوقاً وتفاؤلاً وهو يحدثك عن ميزات وسمات تفردت بها المخا عن غيره جعلته يقصدها عنوة وعلى ثقة بوجود دولة ومؤسسات ومجتمع أكثر نموذجية ينشده جميع اليمنيين، بعد أن غابت عنهم الدولة التي كانوا يستظلون تحت أمنها وأمانها.
 
المخا هي وجه تعز، بل هي عنوان اليمن بكلها، ذلك الماضي العريق أخذ يتجدد اليوم ويستنهض الهمم ليعود بقوة إلى الحاضر بفضل جهود كبيرة وجبارة يبذلها العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية، وكل الشرفاء المناضلين من أجل استعادة الدولة ومؤسساتها.
 
انفتاح المخا هو انفتاح تعز
ومطار وميناء المخا، وهو مرحلة التحول الذي سيغير المحافظة برمتها ويخفف من الوضع الإنساني والمعيشي ويحسن مستواها الاقتصادي والتنموي وينعكس إيجاباً على الجميع.
 
غزارة المسافرين نحو الساحل الغربي لم تعُد خافية اليوم، يقصدها الجميع: التاجر والمهني والسياسي والسائح والموظف، ومن مختلف المناطق فهي الجامعة لليمنيين ونافذتهم قديماً وهي أملهم ومبتغاهم حديثاً، وهذا ينبئ بمستقبل واعد بات قريباً.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية