لم تعد دعوات زعيم ميليشيات الكهنوت "عبد الملك الحوثي" للتحشيد والتوجه إلى جبهات القتال تلقى استجابة بصفوف الموالين له في المحافظات التي تختطفها ميليشياته، بات ذلك واضحًا للجميع بعد نفاد عدد من المخازن البشرية للمليشيات على سبيل المثال لا الحصر، صنعاء القديمة ومحافظة ذمار، وأكد ذلك، توجيه الحوثي نداءً وليس دعوة إلى الموالين له للتوجه إلى جبهات القتال، ليكشف بندائه حجم الرفض الشعبي المتصاعد ضده، ومستوى الضعف الذي وصل إليه، ومدى التصدع الكبير الذي تمر بها ميليشياته في مختلف الجبهات العسكرية.

 

فشلت جميع الدعوات التي كان يطلقها زعيم ميليشيات الكهنوت في كلماته السابقة، في إقناع السكان في المحافظات التي تختطفها ميليشياته إضافة إلى الموالين له للتوجه إلى جبهات القتال، بعد انكشاف الصورة الحقيقية للمليشيات ومشروعها التدميري، ضف إليه تكبد ميليشياته سلسلة من الهزائم خلال الفترة الماضية والتي أضعفت معنويات عناصره، ابتداءً من الساحل الغربي، إلى محافظة حجة، مرورًا بمحافظة البيضاء، وصولًا إلى سلسلة الهزائم القاسية التي منيت بها ميليشياته في معقلها بمحافظة صعدة، إذ سيطرت القوات الحكومية مسنودة بالتحالف على مديرية الظاهر بغضون أيام قليلة ووصلت إلى مناطق قريبة من معقل زعيم ميليشيات الكهنوت بكهوف مران.

 

وبذلك، لم يعد هناك خيارًا لزعيم ميليشيات الكهنوت يستخدمه لطلب إرسال مقاتلين إلى جبهات الساحل الغربي وجبهات الحدود، سوى الاستجداء والنداء، ذلك أن ميليشياته انكشف زيف وطنيتها ومشاريعها التدميرية، والذي ضاعف الرفض الشعبي ورفض التوجه إلى جبهات القتال.

 

وتوجه زعيم ميليشيات الحوثي الكهنوتية بنداء للتوجه إلى جبهات القتال لإسناد ميليشياته التي تتكبد سلسلة من الهزائم اليومية في جبهتي الساحل الغربي على يد القوات المشتركة، والحدود على يد القوات الحكومية مسنودة بالتحالف.

 

واستجدى السكان، للانضمام إلى معسكرات التجنيد للتطوع للقتال عن ميليشياته، مقللًا من حجم الخسائر التي يتكبدها يوميًا، مهاجمًا الرافضين للتوجه إلى الجبهات، واصفًا إياهم باليائسين، والضعفاء، ونسي أنه مثلًا للضعف والجبن، فلا يمكن لشاجع أن يختبئ في كهف بجبال صعدة هربًا من المواجهة في ميدان المعركة، ولا يجادل أحد أن سلوك الطرق المؤدية إلى الموت هي الشرط الأساسي للشجاعة، وأن الاختباء في كهوف الجبال من علامات الجبن وليس الشجاعة.

 

وأفادت مصادر مطلعة، أن الحوثي لجأ إلى توجيه النداء بعد فشل مشرفيه في المحافظات التي يختطفها في إقناع السكان للتوجه إلى جبهات القتال، كاشفين عن ثلاثة أسباب أفشلت مساعي مشرفي المليشيات، الأول، انكشاف الوطنية المزيفة للمليشيا ومشروعها التدميري، فيما الثاني، اعتقاد السكان أن المليشيات على موعد مع هزيمة ساحقة خلال الفترة القادمة، وأنها تحتضر اليوم ولا تخرج من أي معركة إلا مهزومة، والثالث، تسبب المليشيات الكهنوتية بمضاعفة معاناة السكان بسبب تدهور قيمة الريال ورفض توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن حتى تتمكن الحكومة من دفع رواتب الموظفين.

 

وأكثر من ذلك، لم يقتصر تأثير التدهور الاقتصادي على رفض السكان في المحافظات المختطفة للتوجه إلى جبهات القتال، تعدى إلى دفع عشرات المقاتلين بصفوف المليشيات للعودة إلى منازلهم والخروج للبحث عن العمل بدلًا عن القتال للمليشيات، زد إليه، أنه ضاعف كراهية السكان ضد المليشيات، ووصل إلى درجه تساؤل السكان عن موعد الخروج بتظاهرات رفضًا لارتفاع الأسعار وتدهور قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وللمطالبة برواتبهم التي تنهبها المليشيات منذ ما يقارب سنتين.

 

وبدا جليًا، أن زعيم ميليشيات الحوثي مدرك أن حجم الرفض الشعبي ضد ميليشياته لن يكتفي برفض التوجه إلى جبهات القتال، بل سينتفض ضد ميليشياته بعد تدهور المستوى المعيشي الذي يمرون به نتيجة انقطاع رواتبهم منذ سنتين، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، نتيجة انهيار قيمة الريال اليمني، فحاول التحرك سريعًا إلى تقديم تنازل، باستعداده لتحييد البنك المركزي والريال اليمني، بشرط أن تكون هناك ضمانات لتوريد جميع الإيرادات من جميع المحافظات.

 

وأقدم الحوثي بحسب نفس المصادر، على تقديم التنازل استباقًا لأي احتجاجات شعبية في المحافظات التي يختطفها، سيما بعد توافر جميع الشروط الموضوعية لخروجها. ورأت المصادر، أن ميليشيات الحوثي ستحاول قمع أي تظاهرة غاضبة مبررة جريمتها بأنها أعلنت استعدادها لتحييد البنك المركزي لكن الحكومة والشرعية والتحالف هما من رفضا.

 

وأكدت المصادر، فشل في محاولة الحوثي لإنقاذ أو التهرب من تحمل ميليشياته مسؤولية التدهور، موضحة أن السكان يدركون إداركًا كاملًا أن ميليشيات الحوثي هي من تتحمل مسؤولية تدهور قيمة الريال وتدهور حياتهم المعيشية أكثر من أي طرف آخر، لأنها رفضت تسليم رواتب الموظفين، ورفضت توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن حتى يكون هناك مبرر لتحميل المسؤولية الحكومة الشرعية، إضافة إلى أنهم يرون حجم الفساد والعبث الذي قامت بهما ميليشيات الحوثي في مؤسسات الدولة المختطفة، وتجلت بشكل واضح بحجم الإثراء الكبير الذي وصل إليه عدد من القيادات الانقلابية التي قامت بشراء عقارات عديدة، ومحطات نفطية وشركات أدوية ومقاولات.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية