ببدلة سوداء وقميص أبيض، وربطة عنق تجمع اللونين مع غلبة للون القاتم، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة توجه بها إلى الأمة الروسية.
 
كلمة مقتضبة، لكنها مكثفة، راكم فيها بوتين الخطوط العريضة لما يحدث وسيحدث عقب التمرد المسلح الذي أعلنته مجموعة فاغنر العسكرية.
 
دعا إلى التكامل والتضافر بين القوات الروسية، واتهم أطرافا لم يسمها بمحاولة جر روسيا إلى حرب أهلية، واعتبر أن ما حدث طعنة في الظهر، ومع ذلك قدم ما يشبه التبرير للمجموعة بالقول إن هناك من جرها لهذه المغامرة الإجرامية.
 
قال أيضا إن ما يحدث خيانة داخلية، في إشارة ضمنية محتملة لأكثر من مجرد التمرد المسلح لمجموعة فاغنر، التي تظل قوات شبه عسكرية لا يجمعها بوزارة الدفاع أكثر من عقود رفضت مؤخرا التوقيع عليها.
 
كلمات تنضح بأكثر من معانيها الظاهرية وتبعث برسائل لأطراف يدرك بوتين أنها ستتلقاها، لكن المؤكد أن جميع الأطراف المعنية من الأجهزة الروسية، وليس لفاغنر وحدها.
 
قراءة سريعة للغة الجسد، تظهر بوتين وهو في قمة غضبه رغم الهدوء الذي يحاول أن يوحي به من خلال الحرص علْى عدم استخدام يديه أو تحريكهما لمستوى أعلى من كادر الصورة.
 
حاجبان مقبوضان، غالبا ما ينكمشان وفقا لوقع العبارة التي يقولها، يرتفعان وينخفضان سريعا، ثم تنكمش المنطقة الفاصلة بينهما حين يبلغ أقصى درجات الانفعال.
 
عينيان ثابتتان بتعب وحمرة طفيفة تؤكدان أن الرجل لم ينم الليلة الماضية، ووجه بملامح منقبضة مع شد طفيف بين الحين والآخر على مستوى الشفتين، يعكس درجة انفعالية قصوى لكن داخليا.
 
وتأتي كلمة بوتين عقب إعلان مجموعة فاغنر التمرد المسلح بدخولها المقر العام لقيادة الجيش في مدينة روستوف الروسية، وهو المقر الذي يشكل مركزا أساسيا للهجوم على أوكرانيا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية