تُوِّجت جهود عام ونصف من العمل والإصرار، بتدشين نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، اليوم الأربعاء، طريق الكدحة البيرين، الذي يربط مدينة تعز بساحلها، مدشناً بذلك نافذة أمل لمدينة تعز التي عانت ولا تزال ويلات الحصار الحوثي الغاشم.

وصار الطريق سالكًا، متوجًا بألوان الأمل يُسر الناظرين والعابرين، يفتح نافذةَ نورٍ إلى تعز ليقشع عنها بعضًا من ظلام الحصار؛ من كان يتصورُ أن تتلون هذه التضاريسُ الصعبة بطريقٍ مُعبَّدٍ سالكٍ يصلُ تعز بساحلها. عامٌ ونصف من العمل الدؤوب كانت كفيلةً بأن تترجمَ الحلم إلى حقيقة.
منذ أن وضع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح لبنة الأساس لهذا المشروع، والناس تنتظر، تترقب موعد اكتمال الإنجاز، واليوم كان الوفاء بالوعد تتويجًا لأعمال استمرت ليل نهار لرسم هذه اللوحة الفريدة، لوحة تجسدُ الأمل وتحقق الهدف وتُمجّد العمل، وتعين أبناء تعز للتغلب على مشقات العبور إلى حيث شاءوا وأرادوا.

إنه إنجاز يدرك عظمته من عبر الطريق قبل التعبيد، ومن مر بها اليوم، الفرق شاسع، والنتيجة كما ترى العين، مشروع يجسد العزيمة والإرادة والوفاء لتعز، ويترجم أهداف التنمية والبناء التي تعدها المقاومة الوطنية التزامًا مبدئيًا إلى جانب دورها الرئيس في معركة استعادة الدولة.

أن ينضجَ مشروعٌ بهذا المستوى في حالة حرب، فهو استثناء فريد، والأكثر من ذلك أن المليشيا الحوثية كم حاولت تعطيل العمل هنا وكم أرسلت من قذائف لإعاقة الجرافات وآليات العمل، لكنها انكسرت أمام عزيمة لا تلين، واستمر العمل بوتيرة أعلى إلى أن بلغ منتهاه.

أكثر من أربعة عشر كيلومترًا في تضاريس صعبة ومرهقة، امتد طريق الوصال بين الساحل والجبل، وتحقق للناس في تعز حلمٌ لطالما راودهم منذ أن فرضت المليشيا الحوثية حصاراً غاشماً على مدينتهم، فأجبرتهم على سلوك الجبال الشاهقة يتسلقون وعورتها بين الأخطار ومصائد الموت التي استلبت حياة كثيرين.

لم تنتهِ المفاجآت عند هذا الحد، فللمشروع مرحلة ثانية ستدشن قريبًا حتى لا يتوقف مسار البناء، وهذه بشرى أخرى لأبناء تعز، والبشائر لا تتوقف، ويوم ما ستأتي أعظمُ البشائر، كسر الحصار كاملاً عن تعز وهزيمة المُحاصِرين والانتصارُ للدماء البريئة التي سفكها وكلاءُ إيران ظلماً وعدواناً. فطوبى للحالمةِ وأبنائها.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية