قوبل إعلان مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم، عن جهوزية مطار صنعاء لاستقبال الرحلات الجوية اعتبارًا من الغد، بسخرية واسعة بين اليمنيين، كونه جاء مقصودًا من المليشيا للتغطية على حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في مناطق سيطرتها بسبب غارات الاحتلال الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، وسيلة للاستمرار في ابتزاز التجار تحت ستار إعادة ترميم ما دمرته غارات الكيان الصهيوني.

واقتصر ما قامت به مليشيا الحوثي في مطار صنعاء خلال الأيام الماضية، على ترميم سطحي للخدوش التي لحقت بمدرج الطائرات نتيجة لضربات الاحتلال التي وقعت يوم الثلاثاء الماضي، حيث كانت الأضرار في المدرج طفيفة نسبيًا، كون الغارات استهدفت بشكل مباشر المرافق الحيوية للمطار، بما في ذلك المباني، وبرج المراقبة، وصالات المسافرين، وليس المدرج نفسه.

وسعت مليشيا الحوثي، اليوم، إلى إيهام اليمنيين بقدرتها على استعادة نشاط المطار بشكل سريع، لكن هذه المحاولة لا يمكن أن تحجب جريمتها المتمثلة في استدعاء الضربات الإسرائيلية التي طالت أهم المنشآت اليمنية في مناطق سيطرتها، من مطارات وموانئ ومصانع ومحطات توليد الطاقة.

في مقابل إطلاق صواريخ إيرانية استعراضية باتجاه الأراضي المحتلة، لم تسفر عن أي أضرار تُذكر للاحتلال الإسرائيلي، تسببت عنتريات أذناب طهران بأضرار فادحة في منشآت حيوية أنفق عليها اليمنيون مليارات الدولارات وسنوات من التشييد والإعمار منذ ما بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.

حتى الآن، لا يزال المطار يعاني من دمار شامل، ولم يشمل الترميم سوى معالجة طفيفة للخدوش في المدرج بكميات محدودة من الإسفلت، أما بقية مرافق المنشأة، فلا تزال على حالها بعد الغارات الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، ثمة طائرات مدمرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية يصعب تعويضها لعدم شمولها بالتأمين داخل الأراضي اليمنية، كما أكدت الشركة نفسها.

وعلى الرغم من قيام المليشيا الحوثية بنهب أموال طائلة من التجار خلال الأسبوع الماضي، تحت ذريعة إعادة ترميم مطار صنعاء، إلا أنها لم تنفق سوى جزء ضئيل من هذه الأموال على إصلاح المدرج، وهو ما يشير بوضوح إلى أن القصف الإسرائيلي استُغل كذريعة حوثية لتنفيذ حملات ابتزاز جديدة ضد اليمنيين، كما هي عادة المليشيا في استغلال الأزمات ونكبات البلد.

ولا يعكس لجوء مليشيا الحوثي إلى الإعلان عن تشغيل مطار صنعاء بهذه السرعة حرصًا على مصلحة اليمنيين كما قد يتصور البعض، بل لأن المطار يمثل لها منفذًا حيويًا لتنقل قياداتها إلى الخارج، وهذا يفسر إهمال المليشيا لبقية المرافق التي استهدفها القصف الإسرائيلي، مثل المصانع ومحطات الكهرباء والموانئ.

أخبار من القسم