لم تتوقف مليشيات الحوثي الكهنوتية عن ممارسات الانتهاكات بحق سكان مدينة الحديدة عاصمة ذات المحافظة، بل تحولت إلى مهنة يومية أدمنت استخدامها بشكل أكثر مما سبق، فقد تزايدت وتوسعت الانتهاكات لتشمل حتى منازل النازحين الذين فروا من المدينة خوفًا من اتخاذها لهم دروعًا بشرية، حسبما تُفيد المعلومات الواردة من المدينة، وأكدتها مصادر واسعة الاطلاع على الأوضاع بداخل المحافظة.

 

ولا يمر يوم على أبناء مدينة الحديدة دون أن يسجل عدد من الانتهاكات الحوثية بحقهم، حتى وإن كانوا خارج المدينة، تصل إليهم يد انتهاكات المليشيات بتحويل منازلهم إلى ثكنات عسكرية بعد ترقيمها واقتحامها، إذ تزايدت هذه الانتهاكات خلال الأيام القليلة الماضية خصوصًا في تلك الأحياء الواقعة على الساحل والتي نزح أغلب مالكيها.

 

وإلى قبل أسابيع، كانت المليشيات توفد اثنين وأحيانًا ثلاثة من عناصرها مدججين بالسلاح ويحملون كشوفات يسجلون فيها بيانات السكان المتواجدين في الحارات والمنازل التي نزح مالكوها، يوماً في كل أسبوع، وفي الأسبوعين الماضيين، كثفت ارسال عناصرها لمعرفة منازل النازحين بشكل شبه يومي، حسبما أفاد مصدر محلي موثوق، تحدث عن قيام المليشيات بوضع إشارات على منازل السكان النازحين (م، ف) بمعنى أن المنازل فارغة،  ولماذا كثفت انتهاكاتها؟، تجيب مصادر على اطلاع واسع بالأوضاع داخل المدينة، أن المليشيات تفتش عن منازل النازحين لتحويلها إلى ثكنات عسكرية ووضع العناصر المليشياوية التي وصلت خلال الأيام القليلة الماضية بداخل هذه المنازل بعد نهبها.

 

وأبلغ مصدر محلي موثوق "وكالة 2 ديسمبر" بتوسع ترقيم ميليشيات الحوثي للمنازل التي نزح سكانها في مدينة الحديدة، لتشمل أحياء متفرقة ، مُفيدًا، ببدء المليشيات اقتحام العشرات من المنازل، تزامنًا مع وصول تعزيزات ميليشياوية قادمة من خارج المدينة.

 

ومن بين الأحياء التي طالتها يد المليشيات، الحي التجاري، حيث اقتحمت خلال الأيام القليلة الماضية عشرات المنازل ، بما فيها منازل تتواجد حراسة لحمايتها، فقد اُقتحمت بعد طرد الحراسة وعبثت العناصر المليشياوية بمحتوياتها وتمركزت فيها، وتعرض مالكوها للابتزاز مقابل خروج المليشيات من داخلها.

 

وقال أحد السكان، "جاءت أربعة أطقم و نزل أحد المسلحين من على متنه وكتب على البيت الحرفين م ف".  في إشارة إلى أن المنزل فارغ، ولاحقًا، وصلت عناصر ميليشاوية وتحصنت بداخل المنزل.

 

وأفاد، بمشاهدته اقتحام عناصر ميليشياوية لعدد من المنازل، وتمركزت فيها خلال الأربعة الأيام الماضية، لافتًا، إلى تحويل تلك المنازل إلى ثكنات عسكرية، وترك السكان الذين فضَّلوا البقاء في المدينة عرضه للخطر، والاستهداف.

 

وسبق ذلك بأيام، اقتحام مماثل للعناصر المليشاوية بعد ترقيم المنازل الفارغة التي نزح سكانها في الأحياء المطلة على الساحل، والتي نزح غالبية سكانها. حسبما تحدثت المصادر المطلعة، التي تابعت "يأتون لترقيم المنازل لمعرفة التي يتواجد فيها سكان وليست فارغة، وأي المنازل فارغة".

 

وكشفت عن وصول تعزيزات ميليشياوية حوثية قادمة من خارج المحافظة، ما دفع المليشيات إلى تكثيف عملية الترقيم والتمترس داخل المنازل، لافتة إلى تشكيل قيادة المليشيات مجاميع، وكل مجموعة يقودها مشرف مليشاوي تختار منازل وتخطط للدخول والسكن فيها، بعد نهبها.

 

ولم تستثن الانتهاكات المليشياوية الحوثية سكان المدينة الذين فضلوا البقاء في منازلهم وعدم النزوح، تؤكد المعلومات التي أوردها مصدر محلي، حصولهم على نسبة من الانتهاكات اليومية، حيث شكا من تعرض منزله لعملية نهب من قبل عصابات مسنودة بمشرفين المليشيات الحوثية في الأحياء، وقال، إن عصابات تقوم بنهب الطاقات الشمسية من أسطح المنازل، وأسلاك الطاقة الكهربائية، وكذلك، محتويات أخرى من داخل المنازل. انتهاكات اعتبرتها المصادر، أساليب طاردة للسكان وإجبارهم على النزوح وترك المنازل، حتى يتسنى للمليشيات تحويلها ثكنات عسكرية، بعد نهبها.

 

وقبل أسابيع، حاولت المليشيات الحوثية إجبار سكان فضلوا البقاء في منازلهم بحارة الجعبلي في حي الربصة، وخلف تطوير تهامة على النزوح وترك المنازل بمختلف الوسائل التي وصلت إلى اقتحام بعضها وإفراغها بالقوة والتمركز فيها، حسبما تحدثت المصادر المطلعة، التي زادت:" قامت بانتهاك مماثل في الأحياء القريبة من شارع الخمسين، ومدينة القائد، وجوار الحلقة، حيث حاولت بالقوة إجبارهم على النزوح للتمركز في منازلهم".

 

وواجه الكثير من سكان تلك الأحياء مطالب المليشيات الحوثية -بحسب ذات المصادر-بالرفض، وقوبلت دعوات المليشيات بالتمرد، واستمر السكان بالبقاء في منازلهم رغم تهديدات ومضايقات الحوثيين.

 

وبعد كل ما تقدم، يبدو واضحًا بل مؤكدًا، شروع مليشيات الحوثي الكهنوتية في اتخاذ المدنيين دروعًا بشرية عبر التمترس في منازلهم عند وصول القوات المشتركة إلى المدينة لاستكمال تحريرها، حيث ترابط في الأثناء على أطرافها الجنوبية والشرقية، ذلك أن جميع الاستراتيجيات والتكتيكات الحوثية التي سبق ونُفذت عجزت عن الصمود أمام القوات المشتركة عندما استؤنفت العمليات العسكرية خلال الفترة الماضية سواء عند الضواحي الجنوبية للمدينة والمطار، أو عند البوابة الشرقية للمدينة، حيث انهارت الدفاعات المليشاوية المسلحة وتحقق القوات المشتركة جميع أهدافها العسكرية.

 

وعزز تأكيد المؤكد، مصدر عسكري تحدث للوكالة، عن سعي المليشيات الحوثية لوضع خطوط دفاعية جديدة بعد أن حولت المدينة إلى ثكنة عسكرية، عبر ترقيم المنازل الخالية من السكان، ووضعها ضمن خطط عسكري ميليشياوي للتمترس فيها والاحتماء من ضربات القوات المشتركة العازمة على تحرير المدينة وميناءها الاستراتيجي.

 

وعلى كل حال، لم تقتصر انتهاكات المليشيات الحوثية على سكان المدينة فحسب، تعدت إلى أن طالت المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثية بالمدينة، كبرنامج الغذاء العالمي، الذي اقتحمته العناصر المليشياوية مرتين الشهر الماضي، وأقامت في محيط منشآته مواقع وثكنات عسكرية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية