شهدت إيران، خلال الأربعة الأيام الماضية، واحدة من أعنف الضربات الإسرائيلية التي استهدفت بنيتها العسكرية والأمنية، في مشهدٍ بدا وكأن رأس هرم "الحرس الثوري" قد تعرض لهزة غير مسبوقة.

كما أن شعارات (الموت لإسرائيل) و(أمريكا الشيطان الأكبر) التي ظل يرفعها نظام طهران للمتاجرة بالقضية الفلسطينية، تتهاوى حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته وهو الذي بدأ الحرب، وفي المقابل المعتدى عليها إيران يتوسل نظامها لدى رئيس "الشيطان الأكبر" ترمب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، وفق ما كشفته رويترز على لسان مسؤولين إيرانيين وأكده ترامب.

في ظرف 72 ساعة فقط، تهاوت أسماء قيادات بارزة لطالما مثّلت قبضة النظام الحديدية، من قادة الاستخبارات إلى كبار ضباط سلاح الجو والوحدات الصاروخية.

وحتى اللحظة لا تزال تداعيات هذه الضربة تتفاعل، مهددة بتغيير توازنات القوة داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية، وربما داخل النظام نفسه.

وأعلن "الحرس الثوري" الإيراني مقتل قائد جهاز استخبارات ونائبه و3 من مرافقيهما في ضربة جوية إسرائيلية، لترتفع بذلك حصيلة القيادات الكبار والمسؤولين عن البرنامج النووي خلال 72 ساعة من بدء الهجمات الإسرائيلية.

وقال الحرس الثوري، في بيان، إن "جيش الكيان الصهيوني واصل اعتداءاته... واغتال الجنرال محمد كاظمي ونائبه حسن محقق وقائد استخبارات (فيلق القدس) محمد رضا نصير باغبان المعروف باسم محسن باقري، و3 من جنود الإمام المهدي (تسمية ضباط الأجهزة الأمنية في إيران)".

وأشار البيان إلى شن هجوم صاروخي على مراكز استخبارات إسرائيلية، انتقاماً لمقتل قادته الذين قتلوا في ضربات الأحد على طهران. ولم يحدد البيان الموقع الذي قتلوا فيه.

لكن وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن الهجوم استهدف مبنى في تجريش.

وجاء تأكيد الحرس الثوري بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة تلفزيون "فوكس نيوز" الأميركية، مقتل كاظمي ومحقق، مشيراً إلى أن الهجمات التي تشنها إسرائيل قد تؤدي إلى تغيير النظام في إيران.

ويأتي مقتل كاظمي بعدما لقي أبرز قادة الحرس الثوري حتفهم في الضربات الأولى التي شنتها إسرائيل مساء الجمعة، واستهدفت بشكل أساسي مقر قيادة الحرس الثوري، ومقر هيئة الأركان العامة، في عملية عسكرية مستمرة، طالت منشآت عسكرية ونووية ومدنية، وقضى خلالها 14 عالماً نووياً.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن مقتل ما لا يقل عن 20 قائداً عسكرياً كبيراً في إيران، بمن فيهم رئيس الأركان الجنرال محمد باقري وقائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، وقائد الوحدة الصاروخية الجنرال أمير علي حاجي زاده، في الضربات الإسرائيلية على إيران.

فيما تضاربت الأنباء بشأن قادة آخرين على رأسهم قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، والأدميرال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية