تتمتع مدينة المخا الساحلية غرب تعز، باستقرار ملحوظ في خدمات المياه، بفضل الجهود المستمرة التي بُذلت خلال السنوات الماضية، لضمان الأمن المائي لهذه المدينة التي تشهد نموًا سكانيًا متسارعًا ونشاطًا تجاريًا متزايدًا، ما ضاعف الطلب على المياه بشكل كبير.

تحتاج المدينة حاليًا إلى 5000 متر مكعب من المياه يوميًا، وهو رقم يتزايد باستمرار مع زيادة عدد المساكن والطلبات المقدمة إلى مؤسسة المياه لتوصيل الخدمة.

وفي هذا السياق، أوضح المهندس طالب محمد ناجي، مدير فرع مؤسسة المياه في المخا، في تصريح خاص لـ"2 ديسمبر"، أن مشروع الطبيلة الاستراتيجي، الذي يتكون من أربعة آبار، يضخ يوميًا حوالي 2500 متر مكعب؛ وقد تم إنشاء هذا المشروع بجهد مشترك بين السلطة المحلية، وخلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية، ومنظمة الهجرة الدولية.

وعن طبيعة جهود إنعاش هذا المشروع، أوضح ناجي أنه تم حفر الآبار سابقًا بتمويل من المجلس المحلي، في حين تم توفير المولدات، والنظام الشمسي، والمضخات، وخزان تجميعي بدعم من مركز الملك سلمان عبر منظمة الهجرة الدولية، ومُدّ الخط الناقل من المشروع إلى خزان المدينة الرئيسي، بطول 15 كيلو مترًا، بالتعاون بين خلية الأعمال الإنسانية ومنظمة الهجرة الدولية بنسبة مناصفة.

إضافة إلى ذلك، أُعيد تأهيل شبكة التوزيع الرئيسية بدعم من خلية الأعمال الإنسانية، وتم تهيئة وتوسعة شبكة حارة العمودي بدعم من الحكومة اليابانية عبر منظمة الهجرة الدولية، كما تم حفر بئرين جديدتين لتعزيز مشروع الطبيلة، بتمويل من الحكومة الألمانية عبر نفس المنظمة، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة خلال الشهر الجاري.

نظام التوزيع والتكاليف

أوضح المهندس طالب أن المؤسسة قامت بتقسيم مدينة المخا إلى مربعين، شمالي وجنوبي، بحيث يتم ضخ المياه لكل مربع مرتين أسبوعيًا، ما يضمن توفر المياه لكل منزل لمدة 48 ساعة أسبوعيًا.

ويتم توزيع المياه وفقًا لشرائح مختلفة تشمل المنازل، والقطاع التجاري، والمؤسسات الحكومية، بينما يتم توفيرها مجانًا للمخيمات التي تضم آلاف الأسر، نظرًا لظروفها الصعبة.

بالنسبة للشريحة المنزلية، تم تحديد استهلاك أساسي يصل إلى خمس وحدات (5000 لتر) بسعر 500 ريال للوحدة، أما الأسر التي تستهلك أكثر من 30 وحدة شهريًا، فيتم احتساب الوحدات الإضافية بسعر 1200 ريال للوحدة؛ وعن الشريحة التجارية، يبدأ سعر الوحدة من 1500 ريال ويصل إلى 2000 ريال حسب حجم الاستهلاك.

معالجة التحديات

أشار المهندس طالب إلى أن مدينة المخا كانت تعاني سابقًا من مشكلة ملوحة المياه عند الاعتماد على حقل البليلي، ما دفع الجهات المعنية، بالتعاون مع خلية الأعمال الإنسانية، إلى تطوير حقل الطبيلة كحل مستدام.

وتدعم المقاومة الوطنية المؤسسة بتوفير 5000 لتر من الديزل شهريًا لتشغيل مولدات الحقل الذي يعتمد على نظام هجين يجمع بين الطاقة الشمسية والمولدات لضمان استمرارية الضخ، بينما تغطي المؤسسة باقي التكاليف من خلال تحصيل فواتير الخدمة، التي تُستخدم في صيانة الشبكة، وتوسعتها، ودفع أجور العاملين، وشراء الوقود.

جهود التطوير

أكد مدير المؤسسة أن هناك مساعي مستمرة بالتعاون مع المجلس المحلي والخلية الإنسانية لإعادة تأهيل وتوسيع الشبكة الداخلية في عدد من الأحياء، حيث أصبحت الشبكة القديمة متهالكة وتحتاج إلى صيانة وترميم.

وتُجرى حاليًا دراسة عبر السلطة المحلية لتنفيذ مشروع لتوسيع وتأهيل الخطوط الناقلة والتوزيعية، واستبدال الأنابيب الحديدية بأنابيب بلاستيكية تناسب طبيعة الأرض.

وتشمل المرحلة الأولى من هذه الخطة أحياء الزهيرة والكهرباء بطول 3000 متر مربع، وذلك بدعم من خلية الأعمال الإنسانية، إضافة إلى حارتي الجعدي والمغيني بدعم من منظمة اليونيسف.

تقييم الوضع الحالي

أوضح المهندس طالب أن المؤسسة قامت بتجميد المتأخرات المستحقة على المواطنين، والتي تصل إلى حوالي 100 مليون ريال، بانتظار قرار المجلس المحلي بشأنها؛ مشيرًا الى أنه ورغم المديونية الكبيرة لدى كثير من المستهلكين لم تلجأ المؤسسة لقطع المياه عنهم تقديرًا للوضع الراهن.

ولتعزيز الانضباط، بدأت المؤسسة منذ عام 2024 في تحصيل الفواتير بشكل شهري، مع إصدار تحذيرات للمخالفين، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يرفض السداد.

وعبّر مدير مؤسسة المياه عن أسفه لرفض بعض المواطنين تسديد الفواتير رغم رمزية المبالغ، مؤكدًا أن المشروع يعود بالنفع على المواطنين، ويتطلب منهم الالتزام بسداد الرسوم لضمان استدامته.

أخبار من القسم