كان صالح رجلاً استثنائيًا، ليس جيدًا ولا سيئًا إنه استثنائي، يشبه اليمن بتعقيداتها وبساطتها في آن.

عجنتهُ صنعاء وشكّلته تعز، اقترب من الرياض وساند بغداد، حالف واشنطن وصادق موسكو، أدار توازنات معقدة لتوطيد سلطته.

فعل صالح الشيء وضده، كان ابن ظروفه الموضوعية، ظروف اليمن الفوضوية الغارقة في الصراع والانقسامات في السبعينيات والثمانينيات.

لا يمكنك تقييم صالح من زاوية معينة، لا يمكنك رؤيته بوضوح سوى بتقييم شامل.

مهما حاولنا التملص منه لا جدوى، إنه يشبهنا، يشبه واقعنا بكل ملامحه القاسية والعنيدة والمتناقضة.

الفلاح ابن الأرض الذي أصبح حاكماً، والزيدي الذي تسنّن، والهضبوي الذي عاش في تعز، القومي الذي حالف الإسلامويين.. أليس هذا هو اليمن؟

اليمن الذي كان يتشكّل.. يتفاعل مثل خليط كيميائي يحاول أن يتجانس.. يتفاعل بشدة إلى حد الاشتعال.

هل نلوم الظروف؟ الزمن؟ الحظ؟ القدر؟
شخصياً لم أعد أريد إلقاء اللوم على صالح، أريد تجاوز تلك المرحلة فحسب.

كان صالح تجربة، وهو اليوم فرصة لاستكشاف هذا البلد العجيب الذي نجهله.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية