حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية بمديرية عبس بمحافظة حجة، شمال غربي اليمن، جراء التخفيضات الكبيرة في المساعدات الإنسانية، ما فاقم أزمة وصفتها المنظمة بـ"الكارثية".

وأوضح التقرير الصادر عن الصندوق أن عشرات الآلاف من الفارين من الحرب الحوثية في حرض وشمالي حجة لجأوا إلى مديرية عبس، التي تحتضن ثاني أكبر تجمع للنازحين داخليًا في اليمن، وتشكل النساء والأطفال نحو 80% منهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للمخاطر والمعاناة اليومية.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 41 ألف شخص في المديرية يواجهون خطر المجاعة، فيما يعاني نحو ربع النساء من سوء تغذية حاد نتيجة تعليق المساعدات الغذائية وتدهور الأراضي الزراعية بفعل الصدمات المناخية.

كما لفت إلى انتشار "استراتيجيات التأقلم الضارة" بين السكان، مثل تقليل عدد الوجبات، وتخفيض كميات الطعام، واقتراض الغذاء، وبيع الممتلكات، في محاولة يائسة لمواجهة الجوع المتصاعد.

وسجلت عبس الشهر الماضي أول حالة وفاة بسبب الجوع، حيث فارقت الطفلة أشواق (8 أعوام) الحياة بعد عجز أسرتها عن توفير الطعام لأيام متتالية، في وقت سعت فيه مليشيا الحوثي إلى إخفاء الحادثة وإنكار تفشي المجاعة داخل مخيمات النزوح، للتغطية على جرائمها المتمثلة في نهب المساعدات الإغاثية والتضييق على عمل المنظمات الإنسانية.

وأكدت تقارير محلية أن المليشيا تمارس نهبًا ممنهجًا للمساعدات الإنسانية، وتعمل على توجيهها لصالح أتباعها، ما يضاعف معاناة مئات الأسر النازحة والفقيرة في المديرية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية