تتجه الأنظار إلى جنيف حيث تعقد إيران جولة جديدة من المفاوضات مع الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا)، في ما يُوصف بـ"الفرصة الأخيرة" لإنقاذ الاتفاق النووي، وسط تهديدات أوروبية بإعادة فرض العقوبات عبر آلية "سناب باك"، وتلويح إيراني بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.

ويصل الوفد الإيراني بقيادة نائب وزير الخارجية مجيد تخت روانجي في وقت حساس، مع اقتراب انتهاء المهلة الأوروبية. وتتمسك طهران بخطاب "الحقوق النووية"، فيما حذّر مسؤولون إيرانيون من أن أي تصعيد أوروبي سيدفع بلادهم إلى خيارات أكثر خطورة.

في المقابل، ترى العواصم الأوروبية أن الملف النووي تجاوز حدوده التقنية إلى أبعاد جيوسياسية، أبرزها اتهام طهران بدعم روسيا في حرب أوكرانيا بطائرات مسيّرة وصواريخ، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها.

ويرى محللون أن إيران ما زالت تراهن على الخيار الدبلوماسي رغم لهجتها المتشددة، مشيرين إلى أن مشاركتها في محادثات فيينا وجنيف مؤشر على رغبتها في كسب الوقت والحفاظ على مكاسبها النووية. فيما يتمسك الأوروبيون بهدفين أساسيين: إعادة طهران للتفاوض مع واشنطن، وضمان عودة الرقابة الدولية على برنامجها النووي.

وبين تهديدات الانسحاب من المعاهدات الدولية والدعم الروسي المتنامي لطهران، تبدو جولة جنيف محطة حاسمة لمستقبل الاتفاق النووي. فالخيارات ضيقة، والوقت ينفد، لكن نافذة الدبلوماسية لا تزال قائمة إذا ما تجاوبت طهران مع شروط التفتيش الدولي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية