مليشيا الحوثي تحاول التغطية على اختراقها بجرائم اختطاف جديدة
في محاولة يائسة للتغطية على اختراق بنيتها العسكرية والأمنية، قامت مليشيا الحوثي الإرهابية بشن حملات اختطافات لموظفي المنظمات الأممية والإغاثية في مناطق سيطرتها.
وتصدرت العاصمة المختطفة صنعاء ومحافظات الحديدة وصعدة وإب انتهاكات الاختطافات الحوثية، إذ نفذت المليشيات حملات اقتحامات واسعة استهدفت مقرات الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها، والمنظمات الإغاثية والإنسانية.
وبدأت حملات الاختطافات الحوثية الممنهجة ضد موظفي منظمات المجتمع المدني ومنظمات وهيئات الأمم المتحدة عقب إقرارها بمصرع رئيس حكومتها وعدد من الوزراء والقيادات الأمنية والعسكرية، حيث اقتحمت المليشيا صباح الأحد مبانٍ تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في صنعاء وقامت باختطاف 11 موظفًا أمميًّا ومصادرة ممتلكات تابعة للأمم المتحدة.
- محاولة فاشلة وجرائم جديد
يقول رئيس مركز نشوان للدراسات في اليمن عادل الأحمدي لـ"وكالة 2ديسمبر"، إن مليشيا الحوثي الإرهابية لم تكن تتوقع أن الاختراق سيتم من بين قياداتها، وليس من خلال الموظفين في الموظفات الدولية كما تزعم، ولهذا تقوم بحملة الاختطافات.
ويضيف الأحمدي أن محاولة المليشيا في التغطية على اختراقها من قبل إسرائيل والغرب فاشلة، وكشفت هشاشة النظام الحوثي، ولهذا نجد أنها ذهبت لتختطف موظفي الأمم المتحدة والناشطين والمدنيين في مناطق سيطرتها.
وأشار إلى أن المليشيا "بهذه الأفعال الإجرامية تكون قد ارتكبت جرمين في آن واحد، والأرجح مثل هذا الاختراق الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل رئيس حكومتها وعدد من وزرائها، تم من داخل قيادة المليشيا نفسها".
- الانكشاف يفقد المليشيا البوصلة
الجدير ذكره وفقًا للأحمدي، أنه "كلما زاد الانكشاف الحوثي كلما ارتبك في طريقة معرفة من أين جاء الاختراق، إذ أنهم في حقيقة الأمر مخترقين، والأيام أثبتت ذلك".
وبحسب الأحمدي، عندما يتساقط قادة المليشيا الحوثية الواحد تلو الآخر سوف تزداد عملية الاختراق والانكشاف لأن الناس سيشعرون أن الحوثية ساقطة لا محالة فيحاولون القفز من على السفينة، بمن فيهم قياداتها الأمنية.
في السياق يقول المحلل السياسي عبد الحليم عبد الوهاب لـ"2ديسمبر"، إن ما تقوم به مليشيا الحوثي من اقتحام مقرات المنظمات الأممية والإنسانية واختطاف موظفيها، هو محاولة للتغطية على الانكشاف الأمني والاختراقات العميقة التي طالت بنيتها العسكرية مؤخراً، خصوصاً بعد الضربات الجوية الأسرائيلية، والتي أطاحت بكامل حكومة المليشيا الغير معترف بها، وأربكت مركز القرار الأمني والعسكري داخلها.
إذ يمثل هذا الأختراق بحسب عبد الوهاب، حالة من الارباك داخل المليشيا الحوثية التي تسعى على نحو خطير في تصدير أزمتها الداخلية عبر افتعال صراعات مع مؤسسات مدنية وإنسانية، في محاولة لحرف الأنظار أمام قواعدهم عن فشلها في الحفاظ على تماسكها الأمني.
- إدانات أممية
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة، عمليات الاختطافات التي استهدفت 11 موظفًا أمميًّا على يد مليشيا الحوثي الإرهابية، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، معتبرًا ذلك انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
وقال غوتيريش، في بيان تابعته "وكالة 2ديسمبر" إن اقتحام مباني برنامج الأغذية العالمي ومصادرة ممتلكات تابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى محاولات اقتحام مبانٍ أخرى في صنعاء، يمثل تصعيدًا غير مقبول، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تقوض العمل الإنساني في البلاد.
وجدد الأمين العام مطالبته بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن بعضهم لا يزال قيد الاعتقال التعسفي منذ أعوام.
- انتهاكات حوثية جسيمة
من جهتها اعتبرت الحكومة اليمنية حملات الاقتحامات والاختطافات الحوثية بحق مقرات المنظمات الدولية والأممية واختطاف موظفيها، انتهاكات جسيمة، تأتي امتدادًا لنهج مليشيا الحوثي القائم على التنكيل بالعاملين في المجال الإغاثي والإنساني، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف والمواثيق الدولية.
وتأتي موجة الاختطافات الأخيرة في ظل الممارسات الحوثية الممنهجة بحق موظفي المنظمات الدولية والإغاثية ووكالات الأمم المتحدة، حيث ماتزال المليشيا تختطف عشرات الموظفين بينهم 23 شخصًا من موظفي الأمم المتحدة اختطفتهم خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى وفاة موظف أثناء الاختطاف بأحد سجونها السرية بصعدة.