تتجدد ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة محطة فارقة في تاريخ الوطن وحدثًا جسّد تضحيات الأحرار ورموز الكفاح الذين واجهوا نظام الكهنوت والاستبداد بإرادة صلبة، حتى تحقق النصر وتأسست الجمهورية التي نقلت حياة الشعب اليمني من قيود القهر الى ضياء الحرية والكرامة.

لم يكن سبتمبر مجرد تاريخ عابر، بل هو رمز متجدد لمعاني الحرية والكرامة، وصفحة مضيئة سطّرها أبطال بذلوا الدماء وأرواحهم لتتحرر البلاد من قيود الظلم والجهل والتخلف الكهنوتي، ويُفتح الطريق أمام بناء دولة حديثة قائمة على مبادئ المساواة والعدالة.

ويكشف التباين الحاد بين مواقف الشعب اليمني ومليشيا الحوثي بشأن الاحتفال بذكرة ثورة 26 سبتمبر عمق الفارق بين مشروع وطني حر ومشروع دخيل مرتهن للخارج الإيراني. ففي حين يحتفل اليمنيون في مختلف المناطق بالذكرى بفرح وابتهاج، تتعامل المليشيا معها كغربة ثقيلة تتحول إلى خوف وعنف، في انعكاس لموقفها العدائي من الوطن وثورته، وانكشاف تبعيتها لإيران ومشروعها الطائفي.

ومع اقتراب كل ذكرى، تشن مليشيا الحوثي حملات مستعرة ضد اليمنيين في كافة المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها لخلق جو من الرعب والترهيب لمنعهم من أي تعبير عن الفرح والابتهاج ورفع أعلام الجمهورية.

وهذه الذكرى الحافلة بالدلالات والقيم تمثل فرصة لكل القوى الوطنية لتوحيد الجهود في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، والعمل على الجبهة الداخلية لاجتثاث الكهنوت الحوثي الذي لم يدخر جهدًا لإطفاء شعلة السادس والعشرين من سبتمبر دون أن يستطيع ذلك، في ظل إيمان اليمنيين بسبتمبر كمنهج، ويقين لا يقبل الشك والتزييف.

لقد حوّلت ثورة 26 سبتمبر اليمن إلى فضاء جديد، غيّرت ملامحه التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الوطن في سبيل التحرر من الاستبداد الإمامي الكهنوتي، وتثبيت قيم الجمهورية كهوية وطنية جامعة.

وكما أطاح أبطال 26 سبتمبر بالإمامة وزرعوا بذور الحرية والعدالة والمساواة والكرامة بإقامة النظام الجمهوري، فإن اليمنيين اليوم أمام مسؤولية وطنية تحتم عليهم النضال كصف واحد لدحر المشروع الإيراني، والدفاع بشراسة عن الثوابت والمكتسبات الوطنية التي حققتها الثورة.

والشعب اليمني الذي فجّر ثورة سبتمبر وقدم التضحيات الجسام من أجلها، لن تقهره مليشيا، ولن تستعبده إمامة، ولن تمسخه خرافة، وسيظل متمسكًا بجمهوريته وحقه في الحرية والكرامة حتى النصر، كما أن استحضار جذوة السادس والعشرين من سبتمبر هو تأكيد على التمسك بهذا المشروع الذي نبذ العنصرية والفوارق الطائفية ووضع اليمنيين كلهم على قدم المساواة أمام القانون دون أي تمايز.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية