احتفى العالم باليوم العالمي للمعلم في الخامس من أكتوبر، بينما يعيش المعلمون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية واقعاً مريراً ومغايراً تماماً، إذ يواجهون حملة ممنهجة من القمع والاختطاف والتجويع والإقصاء، تهدف إلى كسر دورهم التربوي وتحويل التعليم إلى وسيلة تعبئة فكرية وطائفية تخدم مشروعها.

تؤكد تقارير حقوقية أن الانتهاكات الحوثية بحق المعلمين منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 2014، لم تتوقف، بل اتخذت طابعاً منظماً يشمل مختلف جوانب الحياة التعليمية ويمس حياة المعلمين وسلامتهم بشكل مباشر.

منذ العام 2016، حرمت المليشيا أكثر من 120 ألف معلم في مناطق سيطرتها من رواتبهم، بعد أن نهبت إيرادات الدولة، ما اضطر آلاف المعلمين إلى ترك المدارس واللجوء لأعمال بديلة بحثاً عن لقمة العيش.

وتستغل المليشيا هذا الوضع بفرض جبايات على الطلاب وأولياء الأمور تحت مسمى "دعم التعليم" في حين يعيش المعلم حالة فقر مزرية، دفعت بعض المعلمين إلى الانتحار بعد أن ضاقوا ذرعاً من هذه الظروف المأساوية.

وثقت منظمات حقوقية محلية ودولية اختطاف المليشيا أكثر من 1,200 معلم، منهم من تعرضوا للإخفاء القسري والتعذيب في سجون سرية بصنعاء وذمار وإب، لمجرد رفضهم المشاركة في فعاليات المليشيا أو اعتراضهم على تغيير المناهج.

كما حولت العديد من المدارس إلى ثكنات ومقرات لتجنيد الطلبة وإقامة الدورات الفكرية الطائفية الإرهابية.

بحسب تقارير أممية، تعرض أكثر من 3,000 مرفق تعليمي في مناطق سيطرة الحوثيين للتدمير الكلي أو الجزئي نتيجة الاستخدام العسكري أو الإهمال، فيما فرضت المليشيا مناهج جديدة تمجد رموزها وتكرّس مفاهيم الكراهية والانقسام. وتجبر إدارات المدارس والمعلمين على تنظيم فعاليات طائفية بشكل دوري، مع تهديدات بالعقاب والفصل لكل من يتخلف عنها.

ويرى تربويون أن ما يجري ليس مجرد انتهاكات فردية، بل سياسة متكاملة لإخضاع المعلمين وإفراغ التعليم من رسالته الوطنية.

وقال أحد المعلمين في صنعاء –فضّل عدم الكشف عن اسمه– إن “المدرسة لم تعد مكاناً للعلم، بل منصة لفرض فكر المليشيا وغسل عقول الطلاب”.

وكانت منهجية المليشيا في استهداف المعلمين، ضمن نشاط متصاعد للقمع استهداف رموز التنوير في اليمن، أكانوا معلمين أم خطباء مساجد أم صحفيين، وهو ما يشير إلى وجود نمط منظم للقمع يهدف إلى إسكات هذه الأصوات التي رفضت الانسلاخ عن القيم الجمهورية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية