أسوشيتد برس: إيران تواجه انهيار نفوذها الإقليمي والحوثيون آخر أدواتها الباقية
قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في تحليل موسع، إن إيران تمرّ بمرحلة غير مسبوقة من الضعف منذ الثورة الإسلامية عام 1979، بعدما فقدت جانبًا كبيرًا من نفوذها الإقليمي وتراجع حضور أدواتها ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، في ظل إجماع متزايد لدول الشرق الأوسط على دعم وقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب التقرير، فإن طهران التي بنت نفوذها الإقليمي على دعم مليشيات مسلحة في المنطقة، تواجه اليوم تفككًا واضحًا في منظومتها بعد أن استهدفت إسرائيل قادة بارزين من حزب الله ومسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي أدى إلى شل جزء كبير من قدرتها العملياتية خارج حدودها.
وأشار التحليل إلى أن غياب المرشد الأعلى علي خامنئي عن الظهور العلني يعكس حالة من الارتباك داخل النظام الإيراني، في وقتٍ تتخوف فيه طهران من انتقال الضربات الإسرائيلية إلى عمق أراضيها، خاصةً بعد تدمير أجزاء من دفاعاتها الجوية خلال حرب يونيو الماضية.
وأكدت الوكالة أن ميليشيا الحوثي في اليمن تمثل آخر الأوراق التي لا تزال بيد إيران في المنطقة، بعد تراجع نفوذها في سوريا ولبنان والعراق، إلا أن الحوثيين أنفسهم أصبحوا عرضة لضربات إسرائيلية دقيقة في البحر الأحمر، ما قلل من قدرتهم على تهديد الملاحة أو استخدام هجماتهم كورقة ضغط سياسي.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن محللين قولهم، إن تقلص دور الحوثيين يعكس تدهور قدرة إيران على تمويل وتسليح حلفائها في ظل أزمة اقتصادية خانقة وعقوبات دولية متزايدة، مشيرين إلى أن قبول طهران بوقف إطلاق النار في غزة جاء استجابةً لضغوط داخلية وخارجية متنامية.
وقال مدير مركز الشرق الأوسط والنظام العالمي في برلين، علي فاطالله نجاد، إن إسرائيل باتت تتجه لتصفية المصالح الإيرانية في لبنان وربما داخل إيران نفسها.
واختتمت الوكالة تحليلها بالتأكيد أن إيران تجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق حاسم: إما المضي في التصعيد عبر الحوثيين، بما قد يقود إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، أو التراجع للتركيز على أزماتها الداخلية المتفاقمة، وسط عزلةٍ دوليةٍ وإقليميةٍ هي الأشد منذ عقود.