من القتل إلى الاختطاف ونهب الممتلكات.. أسبوع مثقل بالانتهاكات الحوثية
شهدت المناطق المنكوبة بسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، خلال الأسبوع الماضي، سلسلةً جديدة من الانتهاكات الجسيمة التي طالت المدنيين، شملت القتل والاعتداءات الجسدية، واقتحام المنازل ودور العبادة، إضافةً إلى حملات اختطاف ونهب وفرض إتاوات جائرة، وانتهاكات بحق المؤسسات التعليمية والتجارية والزراعية.
ويُظهر التقرير الأسبوعي، الذي يعده وكالة "2 ديسمبر"، تصاعد وتيرة الانتهاكات الحوثية في ظل غياب أي رادع قانوني أو إنساني، وتفاقم معاناة السكان المدنيين نتيجة ممارسات المليشيا الإرهابية.
جرائم القتل والاعتداءات
جرائم قتل واعتداءات متعددة ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ضد المواطنين في المناطق المنكوبة بسيطرتها، كان أبرزها مقتل مواطن في قرية "بشار- قروى" بمديرية جحانة شرق صنعاء، بعد أن أطلق عليه أحد عناصر المليشيا النار أثناء حراسته لمزرعة أسرته، قبل أن يلوذ الجاني بالفرار.
وفي محافظة لحج، أُصيب الطفل عواد محمد صالح القوزعي (14 عامًا) برصاص قنّاص حوثي أثناء رعيه للأغنام في عزلة كرش بمديرية القبيطة، ما أدى إلى إصابته بجروحٍ بليغة.
وفي ريمة، اعتدى مشرف حوثي يُدعى "حسن قاسم القليصي" على طفلٍ ووالدته في عزلة بني الحرازي بمديرية الجعفرية، ما أسفر عن إصابة الطفل "وائل محمد داود" وفقدان والدته جنينها، إثر تعرضها للضرب المبرح.
كما أقدمت عناصر المليشيا على اقتحام منزل أرملة في منطقة سعوان بصنعاء والاعتداء عليها أمام أطفالها، في مشهدٍ صادمٍ يعكس الانتهاك الممنهج لكرامة المرأة اليمنية.
وفي محافظة الضالع، استهدفت طائرةٌ مسيّرةٌ تابعة للمليشيا سيارتي إسعاف في منطقة الفاخر شمال المحافظة، ما أدى إلى استشهاد مسعفٍ وإصابة آخرين أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في إنقاذ الجرحى.
اقتحامات ونهب واختطافات
في العاصمة المختطفة صنعاء، اقتحمت مليشيا الحوثي منزل الشيخ إبراهيم المزلم، عضو مجلس النواب ورئيس دائرة الشباب في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وطردت النساء والأطفال ونهبت محتوياته، بذريعة تنفيذ أوامر "الحارس القضائي"، ضمن سياسة المصادرة والانتقام ضد المعارضين.
وفي محافظة تعز، شنّت المليشيا حملة مداهمات في قرية "حاضية" بمديرية مقبنة، واختطفت عددًا من المواطنين، بينهم خالد أيوب عبدالرحمن وبندر صالح عبدالإله وعلي شاجع سالم محمد، واقتادتهم إلى جهةٍ مجهولة.
كما نفذت عناصر المليشيا حملة اختطافاتٍ في صنعاء استهدفت مجموعةً من الشباب بتهمة إدارة صفحةٍ ساخرة على "فيسبوك"، في استمرارٍ لحملات القمع والتضييق على حرية الرأي والتعبير.
وفي عمران، نفذت المليشيا حملةً مسلحةً للسيطرة على أراضٍ زراعيةٍ واسعة في منطقة الملحة بمديرية جبل عيال يزيد، وأجبرت المزارعين على توقيع تعهداتٍ تمكّنها من الاستحواذ على الأراضي بالقوة.
تلاعب وفساد في المؤسسات العامة والخاصة
شهدت محافظة إب انتهاكاتٍ واسعة تمثلت في فرض إتاواتٍ ماليةٍ على الباعة المتجولين في شوارع المدينة، واعتداءاتٍ متكررةٍ طالتهم بذريعة "تنظيم الأسواق". كما اتُّهم مدير مكتب الأشغال بمديرية المخادر، غمدان الوصابي، بالتلاعب بمخططات الطرق لصالح متنفذين حوثيين مقابل رشاوى مالية، على حساب ممتلكات المواطنين.
وفي العاصمة المختطفة صنعاء، نفذ ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيا عمليةَ نهبٍ ممنهجةٍ استهدفت شركة ميدكس كونكت المملوكة للمهندس عدنان الحرازي، حيث تمت مصادرة معدات وأجهزة الشركة وإفراغ محتوياتها، في تصعيدٍ ضد القطاع الخاص والأنشطة التجارية المستقلة.
كما تصاعدت الخلافات بين قيادات المليشيا في محافظة ذمار على خلفية تقاسم الجبايات والإيرادات، إذ اتهم المحافظ السابق محمد المقدشي المحافظ الحالي محمد البخيتي بالوقوف وراء هجومٍ مسلحٍ على مسقط رأسه وإحراق مكتب الضرائب، في مؤشرٍ على تفاقم الصراع الداخلي حول النفوذ المالي.
وفي محافظة المحويت، أقدمت المليشيا على انتزاع كابلات الهاتف الأرضي بمديرية الرُّجُم، ما أدى إلى انقطاع الخدمة عن مناطق ريفيةٍ واسعة، ضمن خطةٍ لفرض عزلة على المناطق الريفية حتى يتسنى لها ممارسة انتهاكاتها في السر.
كما فرضت المليشيا قيودًا على المزارعين في مديرية حيفان جنوب تعز، ومنعتهم من حصاد المحاصيل إلا بحضور ممثلي "هيئة الزكاة"، في استغلالٍ جديدٍ لمعاناة المواطنين والتحكم بمصادر أرزاقهم.
انتهاكات ضد التعليم والدين
تداول ناشطون صورًا تُظهر رئيس جامعة ذمار محمد الحيفي يؤدي التحية بالسلاح لمشرف المليشيا أحمد الضوراني، في مشهدٍ أثار استهجانًا واسعًا واعتُبر دليلًا على عسكرة التعليم وتحويل الجامعات إلى ساحات تعبئةٍ طائفية.
وفي مديرية الحصن جنوبي صنعاء، واصلت المليشيا تنظيم تدريباتٍ عسكريةٍ ضمن أنشطة التعبئة العامة، محوّلة المنطقة إلى مركزٍ للتحشيد الأيديولوجي والعسكري.
كما اقتحمت عناصر مسلحةٌ تابعة للمليشيا مسجد السنة في منطقة سعوان، ومنعت الخطيب عبدالباسط الريدي من إلقاء خطبته، واعتلت المنبر بالقوة لفرض خطبةٍ طائفية، وسط انتشارٍ أمنيٍّ مكثف.