رجال الظل في المقاومة الوطنية.. الدرع الحصين لليمن وعيونه الساهرة في البحر الأحمر
إنجاز جديد يضاف إلى سجل المقاومة الوطنية، ودرس بالغ الدلالة تقدمه أجهزتها الاستخبارية والعسكرية في البحر الأحمر، بعد إحباط واحدة من أخطر محاولات التهريب العسكري الإيراني إلى ميليشيا الحوثي عبر مضيق باب المندب.
لم تكن العملية مجرد اعتراض قارب خشبي قادم من جيبوتي، بل محطة حاسمة في صراع استخباراتي معقد، نتج عن متابعة دقيقة وتحليل شبكات تهريب يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني، الذي يسعى باستمرار لتحويل البحر الأحمر إلى ساحة نفوذ وابتزاز، وإبقاء الميليشيا الحوثية ذراعًا متقدمة لمشروعه التخريبي في المنطقة. نتائج العملية عكست جاهزية عالية لدى وحدات المقاومة الوطنية، بعد تمكنها من رصد مسار التحرك بدقة، وتحديد لحظة الاعتراض في عمق مضيق باب المندب، من خلال تنسيق متكامل بين القوات البحرية وشعبة الاستخبارات العامة وخفر السواحل في قطاع البحر الأحمر.
تلك الجهود أعادت ضبط إيقاع الأمن البحري، وثبتت معادلة ردع إقليمية في واحدة من أهم الممرات الدولية. الشحنة التي تم ضبطها لم تكن مجرد دعم لوجستي، بل مشروع حرب متكامل، احتوت أربعة وعشرين برميلاً من مادة الفينول والفورمالدهيد البوليمرية شديدة الحساسية، المستخدمة في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة وتقنيات التخفي الراداري. كما ضمت معدات كيميائية، وملابس واقية، وبدلات عسكرية، ووسائل بحرية متقدمة تشمل بيادات وخوذاً وأدوات غطس وأقمشة تمويه، ما يكشف بوضوح نية طهران نقل تسليح الحوثيين إلى مستوى نوعي يهدد الأمن الإقليمي.
مرة أخرى، تؤكد الوقائع أن إيران لا تزال المصدر الأول للفوضى في المنطقة، وأن حرسها الثوري يواصل تمويل وتوجيه وتدريب ميليشيات الحوثي، بهدف إطالة أمد الحرب في اليمن، وتهديد أمن البحر الأحمر، وابتزاز المجتمع الدولي، وتأسيس ذراع عدوانية جديدة على غرار حزب الله في جنوب الجزيرة العربية. لكن هذه العملية، وما سبقها من عمليات ناجحة للمقاومة الوطنية، تثبت أن المشروع الإيراني يصطدم في الساحل الغربي بجدار من الصلابة واليقظة.
إن المقاومة الوطنية بقيادة القائد الهمام الفريق الركن طارق صالح لم تعد مجرد قوة برية فقط، بل أصبحت منظومة متكاملة تجمع بين السلاح والعقل الاستخباراتي والقدرة البحرية أيضاً، وتشكل اليوم أحد أعمدة الأمن العربي في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
لقد أعادت هذه العمليات رسم معادلة التوازن داخل اليمن، وفرضت حضور الدولة في وجه الميليشيا التي حاولت مصادرة القرار الوطني لصالح أجندة خارجية، فيما بقي رجال الظل في المقاومة الوطنية يعملون بصمت لحماية السيادة اليمنية ومنع تحويل اليمن عموماً والبحر الأحمر بشكل خاص إلى منصة عدوان ضد العالم.
ختاماً:
قد تبدو المعركة في اليمن على السطح مشاهد نار وغبار، لكنها في جوهرها معركة عقول وأجهزة تدار في عمق المياه وسطحها وعلى الشواطئ وخلف شاشات الرصد والمراقبة والمتابعة. لتثبت أن رجال الظل في المقاومة الوطنية هم سور اليمن المنيع، وحماة راية الأمن العربي في أحد أهم وأخطر المفاصل الاستراتيجية على وجه الأرض.
ومنصورون بعون الله...








