البناء ينتصر والحقد يحترق.. شكراً الفريق!
بمواجهة التحديات التي أفرزتها الحرب التي أشعلتها وما زالت تشنها مليشيا الحوثي، والتي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة، تبرز مشاريع التنمية كمنارات تضيء دروب الأمل، وتجسد إرادة صلبة لإعادة بناء الواقع وزرع الثقة في نفوس اليمنيين.
هذه المشاريع شواهد حية على انتصار إرادة الحياة على دمار الحرب، وتؤكد أن البناء هو الرد الوحيد على ثقافة التخريب.
وفي الساحل الغربي، حيث يمتد مشروع مطار المخا الدولي شريان حياة جديدًا، وتنتشر المستشفيات والطرق وشبكات الكهرباء، تتجلى معادلة البناء بوضوح: فمن يمسك بأدوات البناء يخلق الحياة، بينما يقف الآخرون عاجزين خلف الشاشات، يركزون على الخراب ويوجهون سهام النقد إلى كل من يعمل ويعمر ويبني.
إن افتتاح أي مشروع تنموي يخدم أبناء الشعب اليمني يمثل فرحة لكل عاقل، خاصة في ظل تشتت أواصر المجتمع وندرة المطارات.. ويأتي مطار المخا الدولي رافدًا استراتيجيًا يخدم ثلاث محافظات حيوية هي تعز وإب والحديدة، مجسدًا حلًا عمليًا لأزمة النقل والمعاناة الإنسانية، ولا يمكن ليمني يتحلى بالغيرة الوطنية أن يهاجم مشاريع من هذا النوع، بغض النظر عن جهة تمويلها أو القائمين عليها.
إقحام الاعتبارات السياسية والحزبية في تقييم المشاريع الخدمية التي تمس حياة المواطنين يمثل انحرافًا عن المنطق السليم، ويكشف عن تبعية عمياء لتوجيهات خارجية تتحول إلى أداة لإثارة الفتنة عبر منصات مشبوهة، تخدم في النهاية أجندة حزبية ضيقة، وكذا مصالح مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، مما يطيل أمد الأزمة الإنسانية ويزيد معاناة الشعب..!
يمثل افتتاح مطار وميناء المخا نقلة استراتيجية في مسار التنمية، إذ يربط المحافظات ويكسر عزلة طالت حركة الناس والبضائع.. إنهما برهان على أن الإرادة الوطنية الفاعلة قادرة على فتح آفاق جديدة، تعيد للمواطن إحساسه بالانتماء والاستقرار، وتجسد قدرة القيادة على تحويل الرؤى إلى إنجازات ملموسة تتحدث عن نفسها بعيدًا عن الخطابات الجوفاء والشعارات البراقة.
بالتوازي مع قطاع النقل، تضطلع المستشفيات والمراكز الطبية بدور محوري في استعادة الثقة بالمسؤولية الوطنية.. فتقديم الرعاية الصحية وتزويد المرافق بالطاقة المتجددة يعيدان للأمل بريقه، ويؤكدان قدرة الحياة على الاستمرار رغم ظروف الحرب القاسية.
هذه المشاريع ليست كماليات، بل استثمار مباشر في الإنسان، وإعادة تأسيس لعلاقة الدولة بمواطنيها على أسس متينة من الثقة والكرامة.
أما مشاريع البنى التحتية من طرق وجسور وشبكات كهرباء وطاقة شمسية، فهي عماد الحياة العصرية.. حركة التجارة، ونقل المنتجات، ووصول الخدمات الطارئة، وتشغيل المرافق التعليمية والصحية، جميعها مرهون بوجود هذه البنى.. وفي بلد أنهكته الحرب، تمثل الطاقة المستدامة نافذة أمل نحو التحرر من الاعتماد على الوقود والمولدات، ما يعكس رؤية تنموية شاملة ومستدامة.
ما يجمع هذه المشاريع هو قدرتها على إحياء الثقة في القدرة الوطنية على البناء والتحرر، ووضع الدولة في موقع الفاعل والمبادر لا المتلقي والمتفرج.. كما تشكل سدًا منيعًا في وجه خطاب الفشل والتحريض الذي تنشره أطراف غير وطنية، من أدوات إيران في الداخل إلى خلايا متعددة في مدن وعواصم خارجية.
التنمية في هذا الإطار ليست خيارًا، بل ضرورة وطنية، بل سلاح فعال لمواجهة الانقسام وذخيرة عزيمة لتحرير المناطق المنكوبة بالحوثيين، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، وترسيخ دعائم الاستقرار الاجتماعي.
شكرًا للفريق طارق صالح...









