طارق صالح رجل دولة يقترب من الناس ويعيد تعريف مفهوم المسؤول في زمن الأزمات
في هذا الوضع الذي أصبحت الحرب رمزًا وتدمير مؤسسات الدولة هو السائد وأصبح البناء بشق الأنفس والتنمية شبه معدومة في أغلب محافظات اليمن، وبين هذا الركام ومن تحت الأنين والبحث عن الحلم والبحث عن الدولة برزت في الساحة السياسية بعض الشخصيات التي حصلت على إجماع وإشادة الجميع منهم الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح، واللواء سلطان بن على العرادة وهما نموذجان أقرب إلى حلم كل يمني يبحث عن بصيص أمل للدولة، ولكن سوف أتحدث هنا عن الفريق طارق صالح الذي كان مختلفًا في الأداء السياسي والعسكري والإداري. ليس لأنه جزء من مجلس القيادة الرئاسي فحسب، بل لأن حضوره في المشهد بات مرتبطًا بمشاريع ملموسة ومقاربات عملية للسلام والتنمية وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
لماذا يتحدث أغلب الناس عن طارق الآن؟ ببساطة
لأن الواقع اليمني بات بحاجة ماسة إلى شخصية سياسية تتجاوز دائرة الخطابات إلى دائرة الإنجاز. في المرحلة الحالية، تتجه الأنظار إلى القيادات القادرة على الجمع بين الحسم والمسؤولية، بين القدرة العسكرية والخبرة الإدارية، وبين حضور الدولة ومتطلبات التنمية.
وبين كل هذه المعادلات، يتقدم اسم طارق صالح كأحد أبرز الوجوه القادرة على إحداث تأثير فعلي على الأرض.
رجل دولة قبل أن يكون قائدًا عسكريًا
على الرغم من خلفيته العسكرية، إلا أن طارق صالح اليوم يقدم نفسه كرجل دولة بكل معنى الكلمة. يتعامل مع الملفات الوطنية بنَفَسٍ هادئ، وبمنهج عملي، ويظهر في خطاباته التزامًا واضحًا بالعمل ضمن مؤسسات الدولة وليس خارجها، وهي نقطة جوهرية في بلد انهارت كثير من الهياكل الرسمية.
كما أن حضوره السياسي مؤخرًا اتسم بالاتزان، سواء في لقاءاته الخارجية أو مواقفه من الملفات المعقدة كسياق الحرب، السلام، الخلافات الداخلية، أو إعادة بناء مؤسسات الأمن والجيش أو غيرها من الملفات الأخرى.
نهج تنموي واضح في الساحل الغربي
من أبرز الأسباب التي تجعل الحديث عنه متصاعدًا هو البُعد التنموي في مشروعه الوطني؛ ففي الساحل الغربي، تحوّلت المناطق المحررة إلى نموذج مصغّر لِما يمكن أن يكون عليه اليمن عندما تتوفر الإرادة والقيادة الجادة، نموذج دوله من تنمية وتطوير ووجود مؤسسات، وهنا أتحدت عن الساحل الغربي وخاصة المخا لأنه كان منطقة مهملة أو شبه ميتة رغم مكانها الجغرافي والتاريخي.
دعونا نتحدث هنا عن أبرز المشاريع التنموية في الساحل الغربي والمخا خصوصًا وهي: المطار وإعادة تأهيل الميناء بالإضافة إلى إعادة تأهيل الطرق والمرافق العامة، مشاريع مياه وكهرباء، دعم القطاع الصحي، الاهتمام بالتعليم،
تحسين أمن واستقرار المدن والمناطق، كل هذه الإنجازات جعلت الفريق طارق رقمًا صعبًا وحديث الناس وحلم الجمهورية.
هذه الإنجازات لم تأتِ كشعارات، بل كمشاريع تم تنفيذها على الأرض، وهو ما جعل كثيرين يرون فيه شخصية قادرة على إدارة ملف التنمية على مستوى وطني أوسع.
لأنه يتعامل مع مؤسسات الدولة باعتبارها الحل
في ظل هذه الأوضاع وتعدد النفوذ والأزمات التي يمر بها الوطن، ومع كل شيء، ورغم كل الظروف يصر طارق صالح على أن الدولة هي الحل الوحيد، وأن أي مشروع خارج مؤسساتها هو وصفة للفوضى، هذا النهج أكسبه حضورًا واضحًا لدى القوى الإقليمية والدولية، وجعله أحد الأسماء التي تراهن عليها الأطراف المعنية بملف اليمن في المرحلة القادمة.
لأنه يمثل مشروع استقرار
يحظى طارق صالح بعلاقات متوازنة داخل اليمن ومع الخارج، ويمثل نقطة تقاطع بين القوات المسلحة والقوى السياسية، وبين التنمية والأمن، وبين متطلبات السلام وضرورات الدفاع، هذا التوازن يمنحه موقعًا متقدمًا في أي ترتيبات مستقبلية تخص الدولة اليمنية أو إعادة بناء مؤسساتها.
ختامًا:
الحديث عن الفريق الركن طارق صالح اليوم ليس ترفًا سياسيًا، ولا انحيازًا عاطفيًا بل لأنه أحد القلائل الذين استطاعوا- في زمن التشظي- أن يقدموا صورة رجل الدولة
شخصية قادرة على إدارة المعركة عندما تُفرض، وبناء مشروع تنموي عندما تتاح الفرصة، وتمثيل الدولة اليمنية بوجهٍ يعكس قيمها وأهدافها. إنه رجل مرحلة، وأحد ركائز المستقبل.








