المقاومة الوطنية مشروع خلاص لا ميدان امتيازات
أستغرب الانجراف حول التقييم للمقاومة الوطنية، كما لو ظهروا فجأة على منكرات، وعن طبقية وعن تعسفات، وبعض الأصوات رأت أن هذه فرصة لتخلق حولها هالة، فالتفاعلية تجعلك تفعل أي شيء.
لا أحد يستطيع أن يزايد على المقاومة الوطنية بشتى المناحي، والتمايز سنة الله، والكمال لله أيضاً، ولكن قصة أن الكل يريد مكانة ومنصباً، فهذه تخالف قوانين الكون، والتهميش لا يكون بقصد التهميش، بل إن الكل في خدمة مشروع التحرير.
يعني، لو كل وطني جمهوري في كل تشكيل من هذه التشكيلات أراد أن يكون رئيساً للجمهورية، هل يجوز ذلك؟
قصة أن الكل يستحق، والكل يجب ان يكون مديراً وقائداً هذه تخالف نواميس السماوات والأرض، وقد تستحق أنت وأستحق أنا ويستحق الآخر كل شيء، لكن مخالف للطبيعة، ونحن بمعركة لا بتنافس على الامتيازات، وأي تباين بين زملاء هو سيرة العالم ومسيرته، والتقييم المفترض يكون حول الصوت الوطني هل هو الصحيح أو لا؟ برأيي صوت المقاومة أفضل صوت في البلاد.
المقاومة الوطنية أكبر وأكثر من تمايز بين زملاء، أو من استحقاق، أي استحقاق فردي، وهي مشروع خلاص، لا شركة أو منظمة أو أي شيء، فالوطنية معسكر للنضال، لا شيء آخر.
بالأخير، إذا لم تجدوا إلا هنات بين زملاء، أو تنافساً بين أصدقاء، وحشوشاً ممزوجاً بآلام الليل، فذلك يعني أن لا شيء يستحق ويمكن أن يدين الوطنية، وكلها هذه تفاصيل، هينة.
الحقوق في الوطنية مصانة، لمنتسبيها وللناس، والوطنية جغرافيا كاملة للبلاد، تقوم على مبدأ الأجدر والأصبر، لا على مدينة وجبل.







