في قرية الباردة بمنطقة الخضراء جنوب مدينة المخا الساحلية بمحافظة تعز، عادت الفرحة إلى وجوه الأطفال والأسر البسيطة بعد وصول فريق خلية الأعمال الإنسانية للمقاومة الوطنية لتوزيع الملابس الشتوية، ضمن مشروع إنساني يهدف إلى تخفيف معاناة السكان في المناطق المحررة، برعاية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي الفريق أول ركن طارق صالح، وبدعم من الهلال الأحمر الإماراتي.

ويأتي هذا المشروع في إطار جهود الخلية المستمرة لتقديم الدعم الغذائي والملابس والأدوات الأساسية للأسر الأكثر احتياجًا، بعد مسح ميداني بالتنسيق مع السلطات المحلية إلى القرى النائية والمعزولة التي لا تكاد تصل إليها المنظمات الإنسانية الأخرى.

- الفرحة بين الأهالي

محمد عوض- صياد وأب لخمسة أطفال- تحدث لـ"وكالة 2 ديسمبر"، عن حياته اليومية في البحر قائلًا: "الحياة صعبة جدًا على الأسر البسيطة، ومعظم الأطفال لم يعرفوا الفرح بسبب الضيق المعيشي، وعندما علمنا أن الخلية ستوزع ملابس شتوية لأطفالنا، شعرنا بفرحة كبيرة".

وأضاف: "كل ما يقدمه القائد طارق صالح يصل إلى كل بيت، من ملابس العيد ووجبات الإفطار في رمضان إلى اللحوم والسلل الغذائية، ما يخفف معاناتنا اليومية".

تأتي هذه المبادرات في وقت حرج؛ إذ تواجه الأسر ارتفاع الأسعار وندرة فرص العمل، هذا ما عبَّر عنه سعيد منصور- 60 عامًا وأب لسبعة أطفال- لافتًا إلى أن "الملابس الشتوية تحمي أطفالنا من البرد القارس والرياح الموسمية، وتساعد على الحد من الأمراض الموسمية، كما أن الدعم المتواصل من الخلية يجعل حياتنا أفضل بكثير مما كانت عليه قبل وصول الفريق إلى المخا".

عبدالله علي عبيدي- 80 عامًا وأب لتسعة أبناء- يوضح أن "العمل في الحطب والفحم لا يغطي سوى جزء بسيط من احتياجات الأسرة، لكن الخلية الإنسانية تقدم لنا الدعم المباشر، وتجعل أطفالنا يبتسمون حتى في أصعب الظروف. هذا الخير لن ننساه أبدًا".

أما عبدالله زين عمر- معلم قرآن للأطفال- فأشار إلى أن الخلية الإنسانية تأتي لتعوض النقص في الخدمات الأساسية، وأضاف: "اليوم فرحة الأطفال في القرية لا توصف. الملابس الشتوية أعادت لهم البهجة والدفء، خصوصًا في ظل حياة المساكن البسيطة المصنوعة من القش، حيث الشتاء قارس والصيف حار".

- الأطفال الأيتام في قلب الاهتمام

يعبّر عمر أحمد صبيحي، وهو عمّ أطفال أيتام فقدوا والدهم في البحر- عن أهمية المشروع بالقول: "الحياة بدون الأب صعبة جدًا، لكن كل زيارة للخلية الإنسانية تمثل لنا دعمًا حقيقيًا. الملابس الشتوية التي وزعت اليوم أدخلت البهجة إلى قلوب الأطفال".

- أثر المشروع

يؤكد الأهالي أن تدخل خلية الأعمال الإنسانية للمقاومة الوطنية لم يقتصر على توزيع الملابس الشتوية فحسب، بل يشمل مختلف أوجه الدعم الغذائي والإنساني، بما يعزز من صمود الأسر ويخفف عنهم أعباء الحياة اليومية في ظل ظروف معيشية صعبة ناتجة عن حرب المليشيا الحوثية.

ويُعد هذا المشروع نموذجًا عمليًا للعمل الإنساني في المناطق المحررة، يعكس حرص القيادة السياسية وخلية الأعمال الإنسانية على تقديم الدعم المباشر للأسر الأكثر احتياجًا، ورسم الفرحة على وجوه الأطفال الذين يواجهون تحديات الحياة منذ نعومة أظافرهم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية