تترقب الأوساط السودانية، استئناف عملية التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية المتمردة، والمقررة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك لإنهاء الحرب في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب محادثات أخرى تجمع حكومة الخرطوم وقوى المعارضة المدنية، لدفع مسيرة السلام في البلاد.

 

جاءت خطوة إحياء التفاوض بين الحكومة السودانية وقوى المعارضة، عقب مشاورات مكثفة أجراها ثامبو مبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى (الوسيط الأفريقي) مع الأطراف كافة، من أجل حثهم على مواصلة العملية السليمة عبر منصات التفاوض.

 

وقابل محللون سياسيون، تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، جهود الوسيط الأفريقي الأخيرة بنوع من التفاؤل في تحقيق تقدم بملف السلام السوداني، لكونها جاءت عقب تطورات ومتغيرات على المستويين المحلي والخارجي تصب في صالح التقدم الايجابي لإكمال مسيرة السلام بالسودان.

 

ورأى محللون أن الجولة التفاوضية القادمة ستشهد تقدما كبيراً وستكون الأطراف أكثر حرصاً مع تقديم تنازلات لدفع عملية السلام، وهو ما يمثل أحد اشتراطات الإدارة الأمريكية لرفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، حيث تجري مفاوضات حالياً بين واشنطن والخرطوم بهذا الخصوص.

 

ويقود ثامبو مبيكي وساطة بتفويض من الاتحاد الأفريقي، لتسوية القضايا الخلافية داخل السودان منذ 7 سنوات، بعدما أُسند إليه هذا الملف، بجانب مهمته الرئيسية الخاصة بحل المسائل العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان والتي أوكلت له عام 2009.

 

ويتحرك الوسيط الأفريقي في مهمته من خلال مسارين، أحدهما مع الحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة التي تسيطر على مناطق بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والثاني يقوده مع قوى "نداء السودان" التي تضم أحزاب سياسية مدنية وحركات تمرد من دارفور، ويسعى لمصالحة هذه الأطراف مع الحكومة السودانية وصولاً لتسوية سياسية شاملة.

 

أسامة بابكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، قال إن رغبة المجتمع الدولي في استكمال التسوية السياسية بالسودان قبل حلول الانتخابات العامة سنة 2020م، سيسهل كثيراً مهمة الوسيط الأفريقي ثامبو مبيكي خلال المرحلة المقبلة.

 

وتوقع بابكر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن يمارس المجتمع الدولي ضغط على الأطراف السودانية لإبرام التسوية الشاملة، بما يتيح مشاركة القوى السياسية المعارضة في صياغة الدستور الدائم وقانون الانتخابات وخوض الجميع الغمار الانتخابي القادم.

 

وقال الأكاديمي السوداني إن الظروف مواتية وكافة التطورات والمتغيرات على المستوى الداخلي والإقليمي، تدعم تقدماً ايجابياً في مسار التسوية السياسية في السودان.

 

وكانت لقاءات ثامبو مبيكي بالخرطوم شملت الرئيس السوداني عمر البشير، ومساعده فيصل حسن إبراهيم، بجانب قوى "نداء السودان" المعارض بالداخل، وتحالف "قوى 2020".

 

ويرى الدكتور أزهري عبد الله المحلل السياسي، أن أي جولة تفاوضية قادمة بين الحكومة والمعارضة سواء كان مدنية أو مسلحة، ستشهد اختراقاً كبيراً باعتبار التطورات التي طرأت مؤخراً، والتي من بينها الحوار مع أمريكا، بجانب الضائقة الاقتصادية، ستجعل حكومة الخرطوم أكثر حرصاً على إجراء المصالحة وإنهاء التوتر والحرب.

 

وأكد قطع عبد الله لـ"العين الاخبارية" أن "التسوية في السودان قادمة لا محال، لأن الوضع لا يحتمل استمرار الخلاف أبعد من هذا الحد".

 

ودعا الدكتور عبد اللطيف محمد سعيد أستاذ العلوم السياسية بكلية شرق النيل السودانية، الأطراف إلى ضرورة تقديم تنازلات من أجل دفع عملية السلام في البلاد، وقال "دائما نقول إن التفاوض يتطلب أن يسير كل طرف نحو الآخر للالتقاء في منطقة وسطى، ولكن ما يحدث في الحالة السودانية بصورته الماثلة لن يقود إلى الأمام".

 

وفي تقديره، فإنه ليس هناك جديد في ملف السلام السوداني، وقال "مبيكي زار السودان مرات متكررة ولكن حجم التقدم المحرز دون الطموح"، مضيفا لـ"العين الإخبارية" "في تقديري ليس هناك أي جديد يستدعي التفاؤل بجولة التفاوض القادمة، فنفس المعطيات السابقة ما تزال حاضرة حيث تتقوقع كل الأطراف في مواقفها التفاوضية وغير مستعدة لتقديم أي تنازلات".

 

وأبدت الحكومة السودانية رغبتها في الحوار مع كل الأطراف وصولا إلى تحقيق سلام شامل، وفي لقائه برئيس الآلية الأفريقية ثامبو مبيكي الأسبوع الماضي، أكد الرئيس السوداني عمر البشير، استمرار الحكومة في منهج الحوار مع كل الأطراف من أجل جمع كلمة أبناء السودان ومشاركتهم في بناء الوطن.

 

ودعا البشير قوى المعارضة للمشاركة في إعداد وثيقة دستور السودان القادم، والاستعداد والمشاركة في انتخابات 2020.

 

وكالات 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية