شهدت عواصم دول التحالف العربي الرئيسة الرياض وأبو ظبي زيارات لمسؤولين كباراً من بريطانيا وأمريكا للضغط على دول التحالف وقوات المقاومة اليمنية لوقف العملية العسكرية على المليشيات الحوثية في الحديدة تحت مبررات غير منطقية وسبق أن تم تقديمها وفشلت في ذلك وفشلت حتى في إحضار المليشيات إلى طاولة الحوار.

 

تحدثت الدول الكبرى والأمم المتحدة عن الكلفة الإنسانية لكنها في الوقت ذاته تقف في وجه أي تحرك حقيقي للتحالف وقوات المقاومة اليمنية لإنهاء فصول المعاناة الإنسانية لملايين التهاميين واليمنيين الذين تستغل المليشيات ميناء الحديدة والساحل الغربي في مفاقمة معاناتهم.

 

ورغم أن التحرك البريطاني الجديد حمل عرضا واستجداء حوثياً بتسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة إداريا وعسكريا مع بقاء المليشيات الحوثية عسكريا في مدينة الحديدة غير أن هذا العرض سبق وأن قدم من قبل وتم رفضه، وبالتالي ليس هناك جديد يستحق التعاطي معه في هذا العرض.

 

ويهدف النشاط البريطاني بدرجة رئيسة إلى إنقاذ مليشيات الكهنوت والإرهاب الحوثية من الهزيمة والعمل على إبقائها كحاكم عسكري متوحش للحديدة جلب النار والدمار والجوع والفقر ونهب الحقوق والممتلكات ودمر القطاع الخاص والعام وحول تهامة الخير سلة غذاء اليمن إلى غابة مقفرة بعد أن كانت زاخرة بمختلف أنواع المنتجات الزراعية والسمكية والحرفية والصناعات المحلية وكوجهة سياحية مهمة في اليمن، والحال هذا فيما بقي من محافظات يمنية تحت سيطرة هذه المليشيا.

 

يتحدث وزير خارجية بريطانيا عن أن فرص إنهاء الحرب في اليمن أصبحت أكثر واقعية حاليا بعد موافقة الرياض على نقل 50 جريحا حوثيا للخارج للعلاج، وهذا يعد تبسيطا ساذجا لأزمة معقدة وحرب تدور منذ سنوات استخدمت فيها المليشيات الحوثية جولات الحوار والتفاوض كورقة لتحقيق مكاسب كثيرة كان أهمها الخروج من العزلة الدولية إضافة إلى الحصول على هدن عسكرية ساعدت هذه المليشيات الإرهابية في إعادة ترتيب أوراقها عسكريا.

 

الضغوط الدولية التي تكررت مع كل اقتراب حقيقي من كسر شوكة المليشيات الحوثية الإرهابية يفترض ألا يتم التعاطي معها هذه المرة كما حصل سابقا لأن هذا يعني التفريط بدماء الشهداء والجرحى وتضحيات الأبطال في ساحات القتال وإهدارا لجهود وإمكانات كبيرة وتنازلا عن آمال عريضة يعقدها الشعب اليمني على معركة الحديدة لرفع الظلم الحوثي عنهم وللنفاذ إلى معادلة جديدة تقود نحو تحرير صنعاء وكل اليمن من رجس المليشيات الكهنوتية الإرهابية الحوثية.

 

كما أن الأبطال في متارس الدفاع عن جمهورية الشعب وثورة سبتمبر المجيدة الذين لبوا نداء واستغاثة ملايين اليمنيين لا سيما أبناء تهامة لا يمكن أن يتراجعوا عن الهدف الأسمى المتمثل بتحرير الحديدة وصولا إلى تحرير كل اليمن مهما اشتدت وتنوعت الضغوط ومحاولات إنقاذ المليشيات الإرهابية الحوثية من الانهيار الكبير.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية