لا يقدر على الحركة فهو على سريره ويحتاج من يساعده في ذلك، ومنذ شهرين وهو يرقد بمستشفى الصفوة على هذه الوضعية الصعبة دون تحسن.

 

في أكتوبر الماضي أصيب نجم الدين البريهي وهو شاب في 27 من العمر بجراح عميقة إثر اقتحام عنصر تابع لمليشيات الحوثي منزله بمديرية جبل حبشي وأفرغ عدة رصاصات قاتلة بجسده قبل أن يغادر المنزل تاركا الضحية يغرق بدمائه.

 

كانت الإصابات خطيرة والدماء المتدفقة تشير إلى أنه في طريقه إلى الموت، وحدها العناية الإلهية من أبقته على قيد الحياة.

 

أُسعف نجم الدين فاقدا الوعي، ولدى وصوله طوارئ الصفوة وهو أحد المستشفيات التي تستقبل ضحايا الحرب الحوثية كان على وشك أن يفارق الحياة.

 

أظهرت الفحوصات الطبية المحورية تعرض فقرات عموده الفقري للتلف وتمزقا شديدا بالكلية اليسرى والأمعاء الدقيقة والغليظة ونزيفا حادا بالتجويف الصدري، وكانت التدخلات الطبية العاجلة أبقت الأمل لأسرته ببقائه حيا، أما هو فلم يكن يدرك ما الذي حل به.

 

خضع البريهي لعمليات جراحية عدة توزعت ما بين استئصال كليته اليسرى وأجزاء من أمعائه ونصف كبده نتيجة الضرر الفادح الذي تعرضت له، فضلا عن رتق الجروح والتمزقات التي حدثت أثناء اختراق الرصاص جسده.

 

أما عموده الفقري فقد كان من الصعب إجراء أي عمليات جراحة لتجبير الفقرات التي تعرضت للتلف فالإمكانيات المتعلقة بهذا الجانب ضئيلة جدا في محافظة تعز وتفتقر للتخصصات التي قد تساعد في شفائه.

 

ولذا منذ دخوله المستشفى في 21 اكتوبر وحتى اليوم لا يزال غير قادر على الحركة، ومن أجل أن يستعيد عافيته فهو بحاجة إلى مستشفيات متقدمة في الخارج.

 

يقول نجم في حوار محزن " فقد أثر ذلك الشخص في بلدتنا منذ فترة ولم نكن نعلم أنه قد انضم إلى صفوف المليشيات إلا عندما اقتحم منزلي وكان يضع شعار الحركة الإرهابية على سلاحه الشخصي.

 

يضيف "كان وجهه إجراميا ويخفي شرا مستطيرا وبعدما أطلق أربع طلقات نحو صدري وبطني ردد شعار الحركة الإرهابية وهو يغادر المنزل.

 

ويشير إلى أن أسرته أنفقت نحو 4 ملايين ريال لعلاجه وقد اقترضت نصف ذلك المبلغ دون أن تتحسن حالته الصحية، فهو مشلول تماما والجروح الواسعة في البطن لم تلتئم كما أنه بات يعيش على كلية واحدة.

 

سلوك عدواني

تنتهج عناصر المليشيات الحوثية سلوكا إرهابيا وتتجه نحو المدنيين لإفراغ ذلك السلوك المقيت.

 

وإن كان هناك من سبب يدفع عناصرها إلى ارتكاب تلك الجرائم، فهو عائد إلى التعبئة الفكرية الخاطئة للحركة الحوثية، إذ إنها تعزز ذلك السلوك بمجموعة من الأفكار الخاطئة التي تدعو إلى إراقة الدماء وإنزال أقصى العقوبات بحق المدنيين العزل كوسيلة مثلى لظهور المهدي وإحلال العدل.

 

وتتراوح جرائمها ما بين قنص الضحايا وجعلهم يعيشون بعاهات أبدية أو القتل المباشر أو وضع الألغام في طريق سيرهم أو تفجير منازلهم ودفعهم لحياة التشرد وفي أسوئها يكون الاعتقال مع ما يحمله ذلك من عمليات تعذيب رهيبة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية