تناولت صحيفة العرب اللندنية، أمس الجمعة 11 مايو 2018، العرض الذي قدمته مليشيات الحوثي الإرهابية عن وقف إطلاق الصواريخ مقابل إنهاء غارات التحالف، موضحةً بأنها إشارة قوية لبداية تفكك جبهة الحوثيين.

 

انعكست الضغوط العسكرية الكبيرة المسلّطة على المتمرّدين الحوثيين، وسلسلة الهزائم المتتالية التي لحقت بهم في عدد من جبهات الحرب، وأهمّها جبهة الساحل الغربي للبلاد، بشكل فوري على خطابهم السياسي الذي حمل بوادر لين مفاجئة صنّفها متابعون للشأن اليمني، كمحاولة للمناورة السياسية لتفادي مزيد من الضغوط والخسائر، بحسب ما نقلته الصحيفة.


وأعلنت الجماعة الحوثية على لسان محمد علي الحوثي رئيس ما يعرف باللجنة الثورية العليا، ما سمّته "مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن". وجاءت المبادرة، بالتوازي مع ذيوع أنباء عن شروع الحوثيين في إجراء انسحابات منظّمة لقواتهم من جنوبي الساحل الغربي، صوب محور صنعاء- الحديدة للدفاع عنه، نظرا إلى حيويته بالنسبة إليهم.

 

وأبدى الحوثي في تغريدات على صفحته الرسمية على "تويتر" استعداد الميليشيا الموالية لإيران لإيقاف إطلاق الصواريخ الباليستية في مقابل إيقاف العمليات الجوية للتحالف العربي، كما تعهد بتقديم ضمانات في إطار "المبادرة" التي قال إنه يضعها بين يدي الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الأممي إلى اليمن.

 

واشتملت المبادرة التي قدّمها القيادي الحوثي وأحد أبرز رموز جناح الصقور في الجماعة على "العودة لطاولة الحوار وتشكيل لجنة مصالحة وطنية والاحتكام لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد، وبرلمان يمثل كل القوى اليمنية ووضع ضمانات دولية ببدء إعادة الإعمار ومنع أي "اعتداء" من دول أجنبية على اليمن، وجبر الضرر وإعلان عفو عام وإطلاق المعتقلين لكل طرف ووضع أي ملف مختلف عليه للاستفتاء" بحسب ما تضمنته تغريدات القيادي الحوثي.

 

وفي تعليق على التصريحات الحوثية وتوقيتها ودلالاتها، قال المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل في تصريح لـ "العرب" إن هذه المبادرة توضح بما لا يدع مجالا للشك أن الميليشيات الحوثية باتت في أضعف حالاتها منذ بداية الحرب في ظل الكثير من المعطيات الداخلية والخارجية التي أثّرت على وضع هذه الجماعة وفي مقدمتها الانتصارات الكبيرة للقوات المدعومة من التحالف العربي، واستمرار هزائم الحوثيين وخسارتهم للمزيد من المناطق بالتوازي مع تفاقم خسائرهم البشرية وخصوصا على مستوى القيادات الميدانية والعسكرية في الصف الأول. كما أن الخسائر وصلت للنواة الصلبة ممثلة بالقيادات السياسية وعلى رأسها صالح الصماد، إضافة إلى وجود إشكالية هائلة تواجه الحوثيين فيما يتعلق بالتحشيد والتمويل.


ولفت إسماعيل إلى وجود عوامل أخرى خارجية ذات انعكاسات على الوضع اليمني، ومن ذلك التصعيد الأميركي ضد إيران، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على الحوثيين في الفترة القريبة القادمة.


وترافقت "المبادرة" الحوثية التي أطلقها محمد علي الحوثي مع بدء معركة تحرير الحديدة والتي يؤكد العديد من الخبراء العسكريين إنّها ستكون سريعة وخاطفة بالنظر إلى التقدم الذي شهدته العديد من الجبهات في مختلف مناطق اليمن وخصوصا جبهات الساحل الغربي وصعدة والبيضاء..


ويتوقع مراقبون أن تشهد جبهات الحوثيين انهيارا متسارعا كما حدث في مناطق غربي تعز مثل مفرق المخا والكدحة وكهبوب وموزع التي انضم فيها السكان المحليون للقتال مع قوات ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية فور وصولها إلى مشارف المنطقة في نموذج يبدو أنه سيتكرر في مناطق محافظة الحديدة التي تحقق فيها قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح بمشاركة المقاومة التهامية تقدّما كبيرا على مشارف مديريتي زبيد والجراحي

 

ويسعى الحوثيون إلى استباق خسارتهم لميناء الحديدة الاستراتيجي من خلال إطلاق مبادرات للسلام تهدف إلى تضليل المجتمع الدولي الذي بات مقتنعا بضرورة حدوث تحول في موازين القوى على الأرض يقود لإنجاح أي تسوية سياسية.

 

واعتبر الكاتب اليمني والمستشار لدى رئاسة الوزراء سام الغباري في تصريح لـ "العرب" أنّ مبادرة محمد علي الحوثي لا تحمل جديدا، كما أنها تأتي في سياق محاولات متكررة للالتفاف على المرجعيات الوطنية، وقال الغباري إن المشكلة الأساسية في اليمن لا تتعلق بالانتخابات ولا كل النقاط التي تطرّق لها الحوثي في مبادرته المفترضة، فهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك دولة حقيقية كاملة السلطات.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية