كشف المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في جنيف، إيرفيه فيروسيل، عن أن البرنامج التابع للأمم المتحدة ينظر في توزيع نقود على المحتاجين في اليمن، في أعقاب بيان رسمي وجه اتهامات للحوثيين بنهب المساعدات الغذائية المخصصة لملايين المحتاجين وبيعها في أسواق المحافظات والمدن الخاضعة لسيطرتهم.

 

وقال فيروسيل في تصريح ،الاثنين، إن المساعدات النقدية تتوقف على إمكانية إدخال نظام لتحديد الهوية بالاستدلال البيولوجي لتحديد بيانات شخصية مثل مسح قزحية العين وبصمات الأصابع.

 

وأشار فيروسيل إلى إن المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي كتب قبل عدة أيام إلى قيادة الحوثيين يخبرهم بما توصل إليه برنامج الأغذية العالمي.

 

وتوعد بيزلي سلطات الحوثيين قائلاً إنه إذا لم تتخذ إجراء فوريا للتصدي للتلاعب بالمساعدات الغذائية، فلن يكون لدى البرنامج خيار إلا التوقف عن العمل مع من يتآمرون من أجل حرمان أعداد كبيرة من المحتاجين من الغذاء الذي يعتمدون عليه"..

 

ويأتي اتهام برنامج الأغذية العالمي الصريح والمباشر لمليشيا الحوثي، ليؤكد بما كشفته تقارير إخبارية محلية ودولية سابقة، اتهمت جماعة الحوثيين بالاستمرار في عملية نهب وسرقة المساعدات الإغاثية والغذائية المقدمة مجانا للمواطنين في اليمن.

 

ونقلت وكالة الأسوشييتد برس عن عاملين في مجال الإغاثة ومسؤولين استيلاء الحوثيون على كمية الأغذية الإغاثية الموجهة إلى المناطق التي تحت سيطرتها. كما أكدوا تلاعب الحوثيين بالقوائم الرسمية للمستفيدين من خلال لمنح مؤيديهم وعائلات قتلاهم والجرحى تلك المساعدات.

 

كما نقلت الوكالة في تحقيق استقصائي نشر قبل ساعات من بيان برنامج الأغذية العالمي تأكيد ﺛﻼﺛﺔ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اطلاع ﺑﺒﺮاﻣﺞ اﻹﻏﺎﺛﺔ ﻓﻲ أراﺿﻲ اﻟﺤﻮﺛﻲ علمهم بتحويل مسار المساعدات ﻣﻦ قبل وزارة التربية واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ في صنعاء والتي يرأسها يحيى الحوثي (شقيق عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة).

 

وتحدث الأفراد الثلاثة والكثيرون ممن تمت مقابلتهم لهذه القصة بشرط عدم الكشف عن هويتهم ، وذلك بسبب المخاطر التي قد يتعرض لها المتمردون لعرقلة برامج المساعدات أو رفض التأشيرات.

 

وذكرت الوكالة أن مجموعات الإغاثة الدولية تقدر أن 445،000 شخصا في محافظة صعدة بحاجة إلى مساعدات غذائية على الرغم من أن الأمم المتحدة قد بعثت ما يكفي لإطعام ضعف عدد هؤلاء الأشخاص منذ عدة أشهر.

 

وكانت قناة دويتش فيله (DW) الألمانية قد رصدت في منتصف ديسمبر، عمليات بيع للمساعدات الغذائية المقدمة من منظمات الإغاثة الدولية على الأرصفة في أحد الأسواق المركزية وسط صنعاء التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

 

ونشرت القناة على موقعها الإلكتروني صوراً لكميات من السلع الغذائية المعروضة للبيع في أحد الأسواق المركزية بصنعاء، وعليها شعارات منظمة الأغذية العالمية الفاو، والصليب الأحمر الدولي، تباع بأسعار أقل مما هي عليه السلع المماثلة لها في المتاجر ومحلات بيع المواد الغذائية.

 

ووفقا للقناة فإن كيس القمح عبوة 50 كيلو جرام يباع بسعر 7 آلاف ريال يمني، أما الكيس بزنة 25 كيلوجراما (نصف الكمية من الدقيق) فيباع بـ 3500 ريال.

 

ورصد القناة الألمانية عمليات بيع لزيت الطبخ بأسعار تصل إلى 1800 ريال، والكيلو الفاصوليا بسعر 300 ريال، وكلاهما جزء من مساعدات توزعها منظمات إغاثية على النازحين، وتٌباع أيضاً في أحد المحال التجارية على الأقل، بالمنطقة ذاتها.

 

ويعزز تحقيق قناة دويتش فيله (DW) تقارير سابقة تحدثت عن إقدام مليشيا الحوثي، على بيع المساعدات الغذائية واستخدامها لدعم مقاتليها، علاوة على توزيعها على أنصارها ومؤيديها فقط.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية