أكدت صحيفة أمريكية انتشار التعذيب والاحتجاز والاختفاء القسري على نطاق واسع في معتقلات مليشيا الحوثي، وفقاً لوثائق قانونية حصلت عليها ومقابلات أجرتها مع ضحايا الذين رووا الانتهاكات المأساوية التي اقترفتها المليشيا الحوثية بحقهم.

 

مؤكدة أن "هذه الانتهاكات تغذي جوًا متنامًيا من الخوف والترهيب في العاصمة وبقية المناطق التي يسيطرون عليها".

 

وقالت صحيفة واشنطن بوست في تحقيق استقصائي نشر اليوم الثلاثاء إن الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون ازدادت سوءًا منذ قتلهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح في ديسمبر 2017، ليعززوا بعدها قبضتهم الميليشياوية على مناطق سيطرتهم، ويبذلون الجهد للسيطرة على كل جانب من جوانب المجتمع. وفقا لما نقلته عن محامين وناشطين في مجال الحقوق المدنية.

 

وأكدت الصحيفة أن الحوثيين استهدفوا النشطاء والصحفيين والمحامين والأقليات الدينية والمديرين التنفيذيين - أي شخص يُعتبر ضد حكمهم وأيديولوجيتهم. واقتحم مسلحون المنازل ليلا واعتقلوا وضربوا الناس بسبب نزاعات بسيطة أو بسبب انتقادات لحركتهم.

 

وأضافت أن "الجواسيس الحوثيين منتشرون في كل مكان حتى في المستشفيات والفنادق والأحياء، كما يقول عمال الإغاثة والناشطون والسكان. وقد استعانت وزارة الإعلام الحوثية مؤخراً بمن يتحدثون اللغة الإنجليزية لمراقبة الصحفيين الغربيين الذين يندر وصولهم".

 

ولفتت الصحيفة إلى أن قادة الحوثي أمروا منظمات الإغاثة وغيرها من المنظمات غير الحكومية بتوظيف ممثلين للحوثيين أو الموالين لهم كجزء من موظفيهم المحليين، حسبما قال عمال الإغاثة والناشطون. كما منعوا وكالات الأمم المتحدة من العمل بحرية، وفقا لما ذكره العديد من مسئولي الأمم المتحدة للصحيفة.

 

وقالت كريستين بيكر، باحثة اليمن في هيومن رايتس ووتش: " الحوثيون حقاً يلاحقون طيفا واسعا من المواطنين الذين يرون أنهم يشكلون تهديداً أو خصوماً سياسياً لهم". "الآن، هناك حملة مستمرة ومتصاعدة على المجتمع المدني ومزعجة للغاية".

 

على هذه الخلفية، وسع الحوثيون قائمة أهدافهم. وقال نشطاء إن الحوثيين اعتقلوا أشخاصا لمحوهم شعارات من على الجدران أو كتابة كتابات معادية للحوثيين.

 

وعن الضحايا الذين تحدثت إليهم، قالت الصحيفة إن أربعة فقط من أصل 13 سجينا سابقا تمكنت من الوصول إليهم وافقوا على الحديث، مشيرة إلى أن الأربعة فروا وأسرهم من مناطق سيطرة الحوثيين.

 

مشيرة إلى أن ضحايا الحوثيين الذين ما زالوا في صنعاء متابعون من قبل عملاء الاستخبارات الحوثية. و"كان بعض الضحايا يخشون الكلام حتى عبر الهاتف خشية أن يتم استغلالهم من قبل المتمردين".

 

وقال محمد العميسي الذي فر إلى القاهرة بعد إطلاق سراحه من سجن الحوثي في يناير 2018 بمساعدة زعماء القبائل ذوي النفوذ "إن الحوثيين يريدون حقاً إسكات أي شكل من أشكال المعارضة داخل صنعاء".

 

وذكرت الصحيفة ما حدث من انتهاكات اقترفتها مليشيا الحوثي بحق المحتجات في العاصمة صنعاء بالقول إن " قلة توقعت ما حدث في السادس من أكتوبر عندما خرجت مجموعة من الشابات إلى الشوارع للاحتجاج على ارتفاع الأسعار التي ترسل الملايين إلى حافة المجاعة. ودعوا أيضا إلى استئناف صرف الرواتب ".

 

وأضافت "أرسلت السلطات المتمردة الموالين لمهاجمة النساء مع الخناجر والهراوات والعصي الكهربائية، وفقا للناشطين وتسجيلات الفيديو عبر الهاتف المحمول. كما أرسل الحوثيون النساء لإلقاء محاضرات على المتظاهرين حول التزامهم بالله وعدم حضور مثل هذه التجمعات".

 

وقالت رشا جرهوم، وهي ناشطة يمنية ساعدت بعض النساء المحتجات على الفرار من العاصمة: "بالنسبة للحوثيين، فإن الاحتجاجات مثلت صدمة ومحاولة مخططة من قبل أعدائهم لتقويضهم". وأضافت جرهوم: "إنه جنون العظمة". "إنهم يعرفون كيفية السيطرة فقط من خلال الأمن، مثل كل الديكتاتورية في التاريخ".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية