التحق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس بنقاش شارك فيه مواطنون وأعضاء من حركة "السترات الصفراء" في منطقة "دروم" جنوب شرق فرنسا، في إطار "الحوار الوطني الكبير" الذي أطلقه منذ أسبوع لوضع حد للاحتجاجات الشعبية التي شملت ربوع البلاد منذ أكثر من شهرين.

 

وأجاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس مباشرة على أسئلة الفرنسيين، بعد التحاقه بشكل مفاجئ بنقاش جمع مواطنين وناشطين من حركة "السترات الصفراء" ورئيس حزب "الجمهوريون" لوران فوكييه، ونظم في مدينة "بورغ دو بياج" بمنطقة "دروم" جنوب شرق فرنسا.

 

ودخل ماكرون في نقاش مباشر مع مواطنيه الذين سعوا إلى إيصال انشغالاتهم بشكل واضح وصريح للرجل الأول في البلاد، والذي أطلق في 13 يناير/كانون الثاني حوارا وطنيا موسعا، لا يبدو أنه أقنع المحتجين بدليل تنظيم مظاهرة عاشرة للسترات الصفراء السبت الماضي، وإصرار الحركة على تنظيم احتجاجات جديدة غدا السبت.

 

ويحاول ماكرون إقناع الفرنسيين بجدوى سياساته وإصلاحاته، في ظل أزمة هذه الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة، وتراجع شعبيته إلى 23 بالمئة، بحسب استطلاع نشرته صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

وقبل هذا النقاش، استمع ماكرون إلى عدد من أعضاء المجالس المحلية في المنطقة خلال اجتماع نظم حول مأدبة غداء أقيمت على شرفه في عاصمة إقليم "دروم".

 

وعلى مدار أكثر من ثلاث ساعات، رد ماكرون الذي كان واقفا طوال الوقت، على الانشغالات التي طرحها 250 شخصا كانوا مجتمعين في "بيت الجمعيات" وعلى رأسها ملف الضريبة على الثروة، البطالة، وقضية مبيد غليسوفات المثير للجدل، بحضور وزير الفلاحة ديدييه غيوم الذي كان يرافقه.

 

وكما سبق له أن فعل خلال حوار آخر جمعه مع أعضاء المجالس المحلية في مدينة "غراند بورغثرولد" في إقليم "أور" شمال غرب البلاد، وأيضا مدينة "سويلاك" الواقعة جنوبها، دافع ماكرون الخميس مجددا عن خياراته وسياساته، معترفا بوجود "أخطاء" ومتعهدا بتغيير "الأمور السيئة".

 

ولم يخلُ هذا النقاش من السجال، فقد أصر كل طرف على موقفه. حيث رد ماكرون على تساؤل يتعلق بملف الضريبة على الثروة بالقول "لم أقم بهذا لتقديم هدية لأشخاص محددين"، ما دفع عدد من المجتمعين إلى الرد بالقول "بلا لقد فعلت"، ليرد ماكرون عليهم مجددا "كلا هذا غير صحيح"، ليتلقى إجابة جماعية أخرى مجددا "نعم".

 

ولعل أهم ما ميز هذا النقاش المباشر بين ماكرون والفرنسيين، هو رده على سؤال يمس موضوعا مثيرا للجدل ويتعلق بماضيه مع بنك روتشيلد. حيث قال ماكرون "أنا لست من الورثة" كما تابع "لو كنت ممن ولدوا رجال أعمال وبنوك أو في فمهم ملعقة من ذهب، لكان بإمكانك أن تقدم لي درسا، لكن الأمر ليس كذلك".

 

وبالنسبة لمطلب رفع الحد الأدنى للأجور، وهو من بين أكثر القضايا التي أثيرت خلال الاحتجاجات، فقد رد ماكرون "لو رفعت الحد الأدنى للأجور بمبلغ 100 يورو يدفعها أرباب العمل، لدمرت الوظائف".

 

أما ما يخص ضريبة السكن التي تمس نسبة 20 بالمئة من الفرنسيين الأكثر ثراء، فقد أكد الرئيس الفرنسي أنه "لن يدفعها أحد، سوف نقوم بمحوها على ثلاث مراحل".

 

وتعهد ماكرون في ختام النقاش، باتخاذ "قرارات" داعيا مواطنيه إلى تقديم اقتراحات مناسبة، حول جملة القضايا والملفات التي تهمهم وتثير انشغالهم بشكل خاص.

 

ومساء الخميس، نشر ماكرون تغريدة على حسابه الرسمي في موقع تويتر، قال فيها "شكرا لسكان بورغ دو بياج على صراحتهم خلال هذا النقاش الكبير. سأستمر في التحاور مع من يتمنون ذلك، في كل ربوع البلاد".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية