تُكن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حقداً دفيناً على اليمن واليمنيين، وعملت بجهدٍ حثيث، على طمس هوية اليمن الضاربة في التاريخ، من خلال تدمير ونهب وبيع الكنوز اليمنية القديمة، وآلاف التحف الأثرية.

 

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن وزير الثقافة اليمني– مروان دماج- قوله: "إن الحوثيين اعتُقلوا عدة مرات بتهمة تهريب الآثار وشوهدوا وهم ينهبون المواقع الثقافية، ولدى الحكومة أدلة قوية على أن الكنوز الوطنية تباع بالفعل من قبل الحوثيين.

 

ونهب الحوثيون متحف مدينة ذمار، ومتحف تعز الوطني، ومتحف عدن الوطني، والمتحف الوطني في زنجبار – ومكتبة زبيد التاريخية، وقد أكد الخبراء الدوليون عملية نهب الحوثيين لكنوز اليمن التاريخية، بما في ذلك علماء الآثار اليمنيين، والمجلس الدولي للمتاحف، وفريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن.

 

وطلبت الحكومة اليمنية، من الولايات المتحدة، أن تصدر أمرا طارئا يمنع استيراد القطع الأثرية اليمنية التي لا تحمل وثائق خاصة، ومساعدة اليمن في كبح تهريب القطع الأثرية القديمة المنهوبة من قبل الحوثيين، ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولي وزارة الخارجية إن الوكالة تدرس الطلب.

 

وتعد الولايات المتحدة الامريكية، وجهة الحوثيين لبيع الآثار اليمنية القديمة، وتظهر الأبحاث التي أجراها ائتلاف الآثار، أن الولايات المتحدة استوردت خلال العقد الماضي بأكثر من 8 ملايين دولار من الفن والتحف المعلنة من اليمن.

 

وزار مسؤولون يمنيون واشنطن ونيويورك في الأيام الأخيرة للتوجه إلى إدارة ترامب والأمم المتحدة لمساعدتهم على وقف تشتت تراث يمتد إلى ما يقرب من 4000 عام.

 

وقدم مروان دماج - وزير الثقافة- أدلة تثبت نهب الحوثيون للأثار اليمنية القديمة، لمسؤولي وزارة المالية والخبراء وسلطات إنفاذ القانون الأمريكية، وممثلي الأمم المتحدة، من خلال تقرير مكون من 290 صفحة باللغتين العربية والإنجليزية يورد تفاصيل عمليات نهب الحوثيين لمتحف عدن الوطني، ومتحف تعز الوطني والمتحف الوطني في زنجبار.

 

وتضمن التقرير كتالوج من 1631 قطعة أثرية مفقودة من المتاحف، وتشمل القائمة عناصر تمتد إلى أعماق الحضارة، بما في ذلك تماثيل من مملكة سبأ القديمة، وعملات ذهبية من العصر الروماني، والتماثيل الرخامية، ومخطوطات نحاسية ومخطوطات عبرية من القرون القديمة عندما كان اليهود يسكنون ما يعرف الآن بجنوب شبه الجزيرة العربية، ومنحوتات من الحجر الجيري يعود تاريخه إلى 1000عام قبل الميلاد.

 

وظهرت أعداد كبيرة من القطع الأخرى المنهوبة في مصر وعمان، مخطوطات ومنحوتات قديمة، مخطوطات التوراة المذهبة، والخناجر الإسلامية المرصعة بالجواهر، ومومياء عمرها 2500 سنة.

 

وأصدرت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة أوامر الطوارئ نيابة عن العراق وسوريا وليبيا ومالي، وفي حالة سوريا، على سبيل المثال، صوت الكونجرس لفرض القيود في عام 2016 بعد أن وجد أن الجماعات الإرهابية تربح من آثار البلاد لدفع ثمن الأسلحة والتجنيد.

 

وتأمل الحكومة اليمنية أن تفرض الولايات المتحدة قواعد جديدة تطالب المستوردين بإثبات أن هذه الأشياء قد تم الحصول عليها بشكل قانوني. ويمكن أن يكون هذا الإثبات في صورة إذن حكومي أو مستندات تثبت أن هذه القطع كانت يعود تاريخها إلى ما قبل الحرب التي تعيشها اليمن.

 

في الشهر الماضي، هاجمت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ومقرها ماليزيا، الحوثيين لنهب المخطوطات والنصوص التاريخية والآثار الإسلامية من مكتبة زبيد، عاصمة اليمن خلال القرنين الثالث عشر والخامس عشر، وقال مديرها العام، عبد العزيز بن عثمان التويجري، "إن مثل هذا النهب كان خيانة إجرامية للمسلمين".

 

خلال أربع سنوات، دمرت ميليشيا الحوثي المسلحة، الدولة ومقدراتها، ونهبت المال العام، والممتلكات العامة والخاصة، وتُتاجر بقوت المواطن، وتصنع الأزمات، وشردت ملايين اليمنيين، ولم يقتصر غول الميليشيا عند هذا الحد، بل امتد لتأريخ اليمن واليمنيين، وحضارتهم التي يتفاخرون بها بين الأمم، ونهبت وباعت القطع الأثرية القديمة.

 

وكانت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران قد قامت بحرق وثائق وزارية مهمة خاصة بالجيش وبالأوقاف وبالنظام الجمهوري، وذلك لطمس تاريخ الجمهورية اليمنية وتأسيس نظامها الكهنوتي القائم على العبودية والجهل.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية