لم يعد هناك أحد من أرباب السياسة والمراقبين أو المهتمين بالشأن اليمني يحتفظ في ذهنه ولو بقليل من الأمل بأن عصابة الحوثي الانقلابية ذراع إيران ستلتزم بتنفيذ اتفاق السويد مهما تم التمديد وتغيير المواعيد الزمنية لاستحقاقات بنود الاتفاق.

 

مراوغات وتنصل عن الالتزامات وكذب وادعاءات باطلة تحولت معه المليشيات الحوثية إلى نبتة شيطانية في خاصرة الجزيرة العربية تتسلح بسجل حافل من الإجرام والانتهاكات وتنويع أساليب القتل والتدمير بحق اليمنيين.

 

مسيرة نفاق راكمت في جعبتها أقذر أساليب الكذب وتكتيكات الهروب من الالتزامات عبر تاريخ يمتد منذ كانت هذه العصابة يعمل أفرادها قطاع طرق في جبال صعدة حيث نسفت وتنكرت لأكثر من 70 اتفاقا وصلحا والتزاما.

 

تجاوزت المليشيات الحوثية شيم القبيلة اليمنية وأخلاقيات المحارب اليمني على مر التاريخ باتباعها أساليب الغدر والعيب الأسود وتجاوزت المواثيق الدولية وكل قوانين الحرب وقواعد الاشتباك ورسمت لنفسها قانونا خاصا تجاوز وحشية الصهاينة وعنصرية النازية وفاشية المغول.

 

وقعت عصابة الحوثي اتفاق السويد مرغمة تحت ضربات أبطال المقاومة المشتركة والتحالف، واستنفرت لندن لإنقاذها قبل أن تدوس على بقاياها بيادات الأبطال معلنة قبول الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها، لكن سرعان ما خرجت قيادات المليشيا الحوثية بعد التوقيع مباشرة تفسر حسب رؤيتها الخاصة بنود الاتفاق ومآلاته، وحين وصلت اللجنة الأممية بدأت المليشيات هوايتها المعروفة في تعكير الأجواء والتمادي بلعب دور الكبير وصاحب الحق على الأرض.

 

وفيما بخص ملف الأسرى لم يختلف أداء ونفاق المليشيات الحوثية عن ملف الحديدة فهي تعلن عن استعدادها التبادل، ويقترب الوسطاء من نقطة النهاية لتبدأ العصابة وضع المعوقات والعراقيل التي وصلت حد المطالبة بتسليم أشخاص أو جثامين غير موجودة في الكشوفات التي سلمها الجانب الحكومي للوسيط الدولي.

 

وحتى حين أكد الجانب الحكومي استعداده تسليم كل ما لديه من أسرى مقابل تسليم مليشيات الحوثي المختطفين والسجناء والأسرى لديها تهربت عصابة الكهنوت الحوثية وذهبت كل ادعاءاتها حول الإنسانية أدراج الرياح.

 

همجية الحوثية في تعاطيها مع الجميع تجاوزت خصومها إلى أتباعها حيث تعرقل هذه العصابة كل الجهود التي يمكن أن تقود إلى إطلاق أسراها لدى الجانب الحكومي أي جماعة يمكنها أن تصل إلى هذه الدرجة من النفاق حتى وهي تفاوض على إطلاق من قدمتهم ذات يوم إلى محارقها في الجبهات.

 

لا تتعاطى المليشيات الحوثية مع أسراها باحترام ولا تبذل من أجلهم أي جهد حتى حين يتقدم الطرف الأخر خطوة إلى الأمام تتراجع هي لأن هؤلاء الأسرى بالنسبة لها مجرد جبناء لم يموتوا في سبيل سيد الكهف زعيم عصابة الكهنوت.

 

كما أن هذه العصابة لا تقيم وزنا لأسر هؤلاء الأسرى ولا تلتفت إليهم والا كانت قدمت هي التنازلات من أجل إطلاق أسراها لتخفيف معاناة أهاليهم الذين يموتون جوعا فلا هم وجدوا ما يأكلون ولا أبناؤهم عادوا إليهم.

 

وبالتالي فإن أي رهان مستقبلي على تنازل من هذه المليشيات الحوثية التي تديرها طهران وحزب الله في أي من ملفات الاتفاق هو رهان خاسر لأن العود الأعوج لا يمكن أن يستقيم وكسره يصبح ضرورة ملحة لتلافي أضراره.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية