لم تمضِ أيام كثيرة على حديث قائد المقاومة الوطنية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح عن زبيد مدينة التسامح الديني والتعدد المذهبي، حتى انهارت دفاعات ميليشيات الحوثي الكهنوتية فيها، بدخول قواته إلى أولى مناطقها، خلال الساعات الماضية بعد معارك عنيفة مع العناصر الحوثية، لتنضم بذلك إلى المديريات المحررة خلال الأيام الماضية في الساحل الغربي من دنس المليشيا الطائفية.

 

فمع بدء أول أيام شهر رمضان المبارك غرد العميد طارق صالح على "تويتر" بأن شهر رمضان شهر الجهاد، واعدًا كل قرية ومدينة لا تزال تنظر بالنصر، مبينًا أن زبيد شكلت مدينة التسامح الديني والتعدد المذهبي، وشاهدة على يمنٍ يرفض جماعات الإكراه الديني والفساد الدنيوي"، وبعد 12 يومًا من وعده اخترقت قوات المقاومة الوطنية دفاعات المليشيا الانقلابية أولى مناطق زبيد، مواصلة زحفها صوب محافظة الحديدة غربي البلاد.
 

بدأت المعركة ظهر السبت، بهجوم واسع شنته وحدات من المقاومة الوطنية وألوية العمالقة واللواء التهامي من مفرق زبيد، تلاه انهيار واسع للمليشيات الحوثية بسقوط مناطق في زبيد بيد المقاومة الوطنية والتهامية وألوية العمالقة، إضافة إلى سقوط مناطق المشرعي والتعلاف والمشيخي والجاح الأعلى والأسفل وصولًا إلى منطقة الزهر، بمديرية التحيتا.
 

وقال مصدر في الإعلام العسكري لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن وحدات من حراس الجمهورية وألوية العمالقة واللواء التهامي شنت هجوما ظهر اليوم السبت من مفرق زبيد صوب مركز مديرية التحيتا وسيطرة على مناطق المشرعي والتعلاف والمشيخي والجاح الأعلى والأسفل وصولا الى منطقة الزهر"، مؤكدًا سقوط عدد من المليشيات الحوثية بين قتلى وجرحى وسط تقهقر متسارع في صفوفهم بعد انهيار تحصيناتهم الدفاعية الرئيسية التي كانت المليشيا تعول عليها في مفرق زبيد والفازة.
 

ويشارك إلى جانب القوات المشتركة، مقاتلات التحالف العربي وبوارجه الحربية، إضافة إلى أسناد بري من القوات المسلحة الإماراتية.
 

وبذلك، تبقى مسألة استعادة كامل مدينة زبيد التاريخية ومعها مديرية التحيتا المجاورة لها من ميليشيا الحوثي مسألة وقت لا أكثر، لتعود بعد ذلك زبيد إلى التعايش والتعدد المذهبي وخالية من ميليشيا الحوثي التي حولتها إلى مدينة ملغمة بعد زرع مئات الألغام حول أسوار المدينة ومناطقها في محاولة لوقف تقدم قوات المقاومة الوطنية التي تواصل زحفها صوب مدينة الحديدة لاستعادتها هي الأخرى من المليشيا الكهنوتية.
 

وأمام تلك الهزائم والخسائر التي منيت بها وخوفًا على سقوط مقاتليها من أبناء محافظة صعدة في معركة مكتوب لها الخسائر مسبقًا، قامت المليشيا بحسب معظم مقاتليها من أبناء صعدة من جبهات جنوب محافظة الحديدة، وذلك بعد سقوط مفرق زبيد الاستراتيجي بيد المقاومة المشتركة.
 

وأفات مصادر موثوقة، بإقرار قيادة ميليشيا الحوثي سحب 80% من مقاتليها أبناء محافظة صعدة من مديريتي الجراحي وزبيد وأبقت مختصين فقط مع مقاتليها من المحافظات الأخرى.
 

سحب اعتبرته المصادر مؤشرًا كبيرًا على تداعيات تهاوي أنساقها الدفاعية التي بنتها المليشيا وكانت تعول عليها للحفاظ على بقائها في الساحل الغربي، مؤكدة إدراك قيادة المليشيا أن هزيمتها الكبرة في الساحل الغربي مسألة وقت، ما دفعها إلى المبادرة لوضع ترتيبات منها بسحب المقاتلين من أبناء صعدة حفاظًا عليهم، سيما وأنها محتاجة لهم في معارك ما بعد الحديدة، هذه من جهة، ومن جهة أخرى خشية انهيار معنوياتهم وهم يشاهدون مواقعهم تتساقط ومناطق نفوذهم تنحسر.
 

وقالت المصادر، إن قيادة المليشيا تحاول إقناع القيادات والمقاتلين أن ما حدث بسحبهم ليس هزيمة إنما تكتيك عسكري.
 

وبعد انتصارات الساعات الماضية، تبقى المسافة الفاصلة بين مواقع المقاومة الوطنية ومحافظة الحديدة 50كيلو متراً، والمؤكد أنه مثلما سقطت ضعف المسافة سابقًا بيد القوات المشتركة، سوف تسقط المسافة المتبقية ، لتعود بذلك مدينة الحديدة وميناؤها إلى حضن الشرعية والتحالف العربي، الأمر الذي سيقطع طريق تهريب السلاح الإيراني، وسينهي تهديد ميليشيات الحوثي للملاحة الدولية إلى الأبد، يزاد، أنه سيسقط أهم الشرايين التي تغذي خزينة المليشيا بمليارات الريالات.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية