رحلات المبعوث الدولي غريفيتث إلى روسيا وسلطنة عمان وغيرها لا علاقة لها أبدا بتصحيح الأخطاء الكارثية المتعمدة التي ارتكبها بحق الشعب اليمني أثناء تنفيذه اتفاق ستوكهولم فيما يتعلق بملف الحديدة. كان يمكن أن نتقبل سفره إلى إيران أو إلى جنوب لبنان، أو إلى العاصمة صنعاء المحتلة من قبل المليشيات الحوثية.. بالتأكيد لا ننتقص من دور ومكانة روسيا، فمواقفها محل تقدير واحترام الشعب اليمني، لكن توقيت الزيارة فيه خبث بريطاني واضح.

 

هذه البداية للمبعوث الأممي ، لا تبعث على التفاؤل ، لأنها تكشف سوء نياته  وبانه يتهرب من تنفيذ أي من الالتزامات التي قطعها الأمين العام للأمم المتحدة للحكومة الشرعية، بدليل انه بعد لقائه مع نائب رئيس الجمهورية، وتمكنه من إغلاق ملف الأزمة بينه وبين الحكومة الشرعية، تحرك على الفور لتدشين برنامج رحلات مكوكية وأثارت ضجيج حولها لإلهاء الجميع عن تصعيد ميليشيات الحوثي عسكريا في الحديدة والذي يعد نسفا صارخا لاتفاق ستوكهولم ، بعد أن استغلت  قرار وقف اطلاق النار المزعوم ، ومسرحيات الانسحاب من الموانئ  لمزيد من التحشيد والتجهيز استعدادا  لمعركة جديدة ..

 

كان ثمن الأخطاء السابقة باهظا، ستة أشهر من الدماء والدمار.. ستة أشهر تسببت بفقدان 30 مليون يمني الأمل بنجاح الجهود الأممية لإحلال السلام، إضافة إلى الإطاحة بوزير الخارجية خالد اليماني، ومع ذلك يواصل المبعوث الدولي اللعب بهذه الورقة من جديد، مستغلا عامل الوقت للعبث باتفاق السويد، ويهدف من وراء ذلك تفجير خلافات داخل الشرعية من جهة، وبين الشرعية والتحالف من جهة ثانية، وبين التحالف والمجتمع الدولي من جهة ثالثة..

 

وعلى هذا يشتغل غريفيتث لإنقاذ الحوثي من اتفاق السويد.. لا نتجنى على الرجل فقد كانت إحاطته إلى مجلس الأمن مليئة بالأكاذيب والمغالطات ومارس أساليب والدجل التضليل بشكل فج.

 

لذا نقول لا يجب السماح بتكرار الأخطاء، وعلى الحكومة التي تتحدث اليوم عن تلقيها ضمانات أممية، أن تدرك أن هذه الضمانات لا تعني شيئا، إذا ظلت تعمل وتتعامل مع المبعوث الأممي بنفس آلية عملها السابقة.

 

إن الفرصة سانحة لعدم تكرار أخطاء الأمس وعلى الحكومة ألا تسمح بتكرار التلاعب باتفاق السويد، وان تحدد سقفا زمنيا لتصحيح الأخطاء السابقة للمبعوث الدولي، وتنفيذ بقية ملفات الاتفاق، والا تسمح باستمرار تستر المبعوث الدولي عن تصعيد المليشيات عسكريا في الحديدة، وتطالب بموقف صريح من عدم التزام الحوثي بفتح منافذ للإغاثة الإنسانية، والا تسمح باختزال المشكلة الحقيقية لشعبنا مع الحوثي وكأنه خلاف حول زي خفر السواحل.

 

إذا لم تتغير أساليب المبعوث الدولي بعد الأزمة التي حدثت، فلأحاجه لاستئناف الاجتماعات، طالما والجنرال لوليسغارد مشغول جدا بزراعة النخيل وغيره يقومون بتوزيع سيارات على عصابة الحوثي المتخصصين بزراعة الألغام ...؟؟

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية