اعتبر محللون غربيون أن التحدي الجديد الذي يواجه نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو حلفاؤه السابقون الذين سئموا من سياساته، وانشقوا عن حزبه العدالة والتنمية الحاكم وأسسوا أحزاب معارضة جديدة.

 

وتحت عنوان "التحدي الجديد لأردوغان حلفاؤه السابقون "قالت صحيفة "لاكروا" الفرنسية: "يبدو أن الاتحاد الذي كان يحيط بأردوغان داخل حزبه العدالة والتنمية قد تشتت في انقسامات لم يسبق لها مثيل".

 

وأضافت: "من بين ذلك رئيس وزرائه الأسبق أحمد داوود أوغلو، ووزير اقتصاده علي باباجان، اللذان وجها إليه انتقادات لاذعة إلى سياسات أردوغان التي قادت تركيا إلى وضع متردٍ اقتصادياً واجتماعياً".

 

وأوضحت الصحيفة أن تصريحات حلفاء أردوغان السابقين، الذين يتمتعون بمصداقية عالية لدى الأتراك، أكدت الانشقاقات بين صفوف أنصار الرئيس التركي، وأن علي باباجان يهدد عرش أردوغان".

 

وأوضحت الصحيفة أن"علي باباجان، أحد رموز الاقتصاد البارزين في تركيا يتمتع بمصداقية واحترام كبير في الأوساط الاقتصادية، كما أن نجاحات حزب العدالة والتنمية خلال العقد الأول ترجع إلى سياسات باباجان".

 

ووفقاً للصحيفة فإنه: "نظراً لبلوغ معدل التضخم في تركيا نحو 15.7%، وتقلص نمو الاقتصاد بنحو 2.56%، وارتفاع معدل البطالة 13%، مع انهيار قيمة العملة التركية، فإن العديد من الأتراك يرون أن "باباجان" الوحيد الذي يستطيع معالجة المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، كما يمكنه الإطاحة بأردوغان حال ترشحه للرئاسة في انتخابات عام 2023.

 

وبعد نحو  10 أيام من استقالة باباجان عن حزب "العدالة والتنمية" لحقه رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو، معلناً خلال مقابلة تلفزيونية أنه على استعداد لتأسيس حزب جديد لمواجهة أردوغان، منتقداً سياسات الرئيس التركي.

 

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من تقليل أردوغان من تلك التهديدات بتأسيس حلفائه السابقين أحزابا جديدة لمواجهته، اعتبر محللون غربيون أن أردوغان لن يقف مكتوف الأيدي أمام تلك التهديدات وسيحاول الرد عليها بقمع معارضيه.

 

من جانبها، قالت الباحثة بجامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية ليزيل هنتز، إن "أردوغان يحارب أي شيء يمكن أن يشكل تهديداً على سيطرته وإحكام قبضته على البلاد".

 

ودللت هنتز على ذلك، اعتقال الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش منذ عام 2016، حينما عارض بشدة أردوغان، وكذلك المحاكمات الجارية ضد شخصيات المجتمع المدني وخصوم حزب "العدالة والتنمية".

 

وأوضحت الباحثة الأمريكية أن داوود أوغلو عندما استقال من منصبه كرئيس للوزراء في عام 2016، تعهد بعدم انتقاد أردوغان علنا، لكن مقابلته الأخيرة أظهرت أنه لم يعد يعتزم الصمت، الأمر الذي يشير إلى اختلالات داخل الحزب التركي الحاكم.

 

ووفقاً للمحللة السياسية فإن باباجان أقرب إلى أن يشكل جبهة معارضة قوية ضد أردوغان من داوود أوغلو، كما أن الاقتصادي المخضرم يحظى بمصداقية ودعم كبير من أعضاء العدالة والتنمية ما يمهد له سهولة في تشكيل قاعدة جماهيرية لتأسيس حزبه الجديد".

 

وكان أردوغان قد أعرب خلال مقابلة عن سخطه وشعوره بخيبة الأمل من انشقاقات أصحابه السابقين.

 

وترى هينتز أن نجاح الحزب المحتمل تأسيسه لباباجان سيعتمد على الأرجح على قدرته على التوصل إلى خطط ملموسة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والفجوات الاجتماعية".

 

وأشارت إلى أن باباجان يتمتع بفرصة دعم عالية من اليمين الوسطي التركي، لا سيما بالنظر إلى خيبة أمل الأتراك نتيجة للإثراء الشخصي الفاحش لقادة حزب "العدالة والتنمية" في ظل غرق الاقتصاد التركي في أزمة".

 

ورجحت الباحثة ظهور أحد المنشقين عن حزب العدالة والتنمية كمنافس جديد يمكن أن يكون له تأثير مدمر على أردوغان خلال الانتخابات المقبلة المقررة في عام 2023.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية