عاشت تونس السبت يوما تاريخيا بتوديع أول رئيس انتخب ديمقراطيا وبصفة مباشرة إلى مثواه الأخير في جنازة حضرها زعماء وشخصيات عالمية ودولية أثنوا على مسيرة الباجي قايد السبسي السياسية وحنكته على رأس السلطة في بلد لا يزال في طريقه نحو بناء الديمقراطية. 
 
وفي الشوارع اصطف التونسيون بالآلاف لانتظار مرور موكب جنازة رئيسهم وإلقاء النظرة الأخيرة عليه.
 
 
وبدأت مراسم التأبين  بمشاركة الرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون والفلسطيني محمود عباس والجزائري الموقت عبد القادر بن صالح والبرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط  وملك إسبانيا فيليبي السادس ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج.
 
وهي المرة الأولى التي تقام فيها جنازة مهيبة لرئيس دولة تونسية توفي وهو على رأس السلطة.
ولف نعش الرئيس التونسي بعلم البلاد قبل انطلاق موكب الجنازة من مقر إقامته بـ"دار السلام" على متن شاحنة عسكرية برفقة تشكيلات عسكرية إلى قصر قرطاج حيث تم تأبينه من قبل الرئيس المؤقت محمد الناصر فيما تليت آيات من القرآن.
 
 
وفي كلمة التأبين قال محمد الناصر "كان رجل دولة بامتياز متحمسا لمبادئ الديمقراطية، وكان حريصا على إنجاح الانتقال الديموقراطي". وتابع الناصر والتأثر باد على وجهه "نجح في خلق التوازن السياسي في البلاد، هو مهندس الوفاق الوطني".
 
 
وتواصل موكب الجنازة المهيب من قصر قرطاج في اتجاه مقبرة الجلاز التي دفن فيها العديد من الشخصيات السياسية، على بعد نحو 25 كيلومترا، حيث يوارى الثرى في روضة آل السبسي. وعلى امتداد طريق الموكب تجمع الآلاف من التونسيين حتى أمام مقبرة الجلاز رافعين علم البلاد في انتظار توديع رئيسهم الذي تزامنت وفاته مع الاحتفال بالذكرى 62 لإعلان الجمهورية العام 1957.
 
وكتب حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الراحل على فيس بوك "الرئيس الباجي قايد السبسي رحمه الله ملك للشعب، وكل تونسي من حقه الحضور في جنازته".
 
وأعلنت الجزائر وموريتانيا وليبيا ومصر والأردن ولبنان الحداد ثلاثة أيام.
 
وسارع بعض التونسيين إلى تكريم السبسي الجمعة، بوضع الورود أمام قصر قرطاج.
 
وتوفي السبسي قبل أشهر من انتهاء ولايته أواخر العام الجاري. ويتوجب على الرئيس المؤقت، استنادا إلى الدستور، تنظيم انتخابات خلال مهلة أدناها 45 يوما وأقصاها 90 يوما.
 
وقررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إثر وفاة السبسي تقديم موعد الانتخابات الرئاسية إلى 15 أيلول/سبتمبر مبدئيا، فيما بقيت الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر في 6 تشرين الأول/أكتوبر.
 
وأثنى كثير من التونسيين على الانتقال السريع والسلس للحكم الخميس، في بلد يعتبر الناجي الوحيد من تداعيات الربيع العربي ويواصل مسيرته نحو الديمقراطية على الرغم من التحديات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتهديدات الجماعات الجهادية المسلحة.
 
 
 
 
المصدر: أ ف ب

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية