حتى صباح اليوم كانت أعمدة دخان متقطعة تعلو بين الحين والآخر من مصنع الألبان في مدينة الحديدة بعد يوم واحد من تعرضه لقصف حوثي بسلاح المدفعية، أدى إلى إحداث دمار هائل في المنشأة المعروفة بغزارة إنتاجها والتي كانت تغطي بمستوى عالٍ احتياجات السوق المحلية من منتجات الألبان.

وبهذا القصف الحوثي المدمر ينضم مصنع الألبان الى منشآت صناعية متعددة ابرزها مصانع اخوان ثابت، أخرجتها المليشيا عن الخدمة ودمرت أغلب مقدراتها وخسّرت بذلك القطاع التجاري مليارات الريالات . عوضا عن وقف وظائف آلاف العاملين ممن كانوا يعملون في المنشآت الصناعية بالمدينة.

وكانت معلومات نسبية حصلت عليها وكالة ٢ديسمبر في بداية مايو الماضي كشفت أن ثمة أكثر من 20 ألف عامل وعاملة في الحديدة خسروا وظائفهم منذ ستة أشهر بسبب توقفهم عن العمل في المنشآت الصناعية.

ويقول الصحافي التهامي سامي باري في حديث خاص لـ" وكالة ٢ديسمبر" إن " لجوء المليشيات الانقلابية (الحوثيين) لتدمير المنشآت الصناعية يأتي ضمن المنهجية الحوثية العدوانية ضد أبناء الشعب اليمني خدمة للأجندة الإيرانية".

ويضيف باري مفندا النزعة الحوثية في تدمير مقدرات البلد "إن أردت تدمير دولة فعليك بتدمير اقتصادها الوطني لينعكس ذلك سلباً على معاناة شعبها بالإضافة إلى الزج بمن في صفوف المليشيات الحوثية من المغرر بهم وهم أيضاً يمنيون إلى محارق الموت في جبهات القتال وفي معارك محسومة مسبقاً نتائجها لصالح قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي وهنا تكون".

وتعليقا على صور الدمار الذي أحدثته المليشيا الكهنوتية بالمنشآت التجارية والصناعية في الحديدة يزيد الصحفي باري " الصورة جلية لإظهار السياسة الانتقامية لدى المليشيات الحوثية الإيرانية ضد أبناء الشعب اليمني رامية بكل جهود السلام عرض الحائط وهي توغل فقط في كل ما يؤدي إلى قتل الإنسان اليمني".

والعشرون ألف عامل الذين فقدوا وظائفهم في مصانع الحديدة خلال ستة أشهر هم فقط العاملون في المصانع الواقعة في المناطق الممتدة من كيلو 7 حتى كيلو 16، وكلهم باتوا حاليا في رصيف البطالة يعيشون أوضاع صعبة. ناهيك عن الخسائر المادية التي لحقت بالمنشآت والتي لن تعوض وباتت تلك المصانع تحتاج إلى سنوات طوال لصيانتها وإصلاحها.

ويتحدث الناشط على محجوب لوكالة ٢ديسمبر وهو في معرض تعليقه عن هذه الحوادث بالقول: " تلجأ مليشيا الحوثي لتدمير المنشآت الصناعية في الحديدة لتزيد من معاناة الشعب، وتعتبر هذا التدمير تغطية على هزائمها وخسائرها المتتالية في مختلف الجبهات خاصة في الحديدة".

ويشدد محجوب على أن الخسائر التي يمنى بها الحوثي أمام المقاتلين الوطنيين تدفع مليشيات الى " قصف القرى والأحياء السكنية التي تم تحريرها وطردها منها، إضافة إلى تدمير المنشآت المدنية الحيوية بشكل عشوائي في محاولات يائسة منها لتحقيق انتصارات وهمية لرفع الروح المعنوية الانهزامية لدى عناصرها بعد مقتل أعداد كبيرة منهم وتدمير تحصيناتهم وتهاوي دفاعاتهم جراء الانتصارات المتتالية لقوات المقاومة اليمنية"..

وبحسب تقديرات مسؤولين في مصانع إخوان ثابت فإن أكثر من ٦ آلاف عامل لدى الشركة، خسروا وظائفهم في يوم واحد عندما دمرت المليشيا منشأة صناعية شرق الحديدة تعد من كبرى المنشآت الصناعية في البلاد في نوفمبر ٢٠١٨م، وأخرجتها كليا عن الخدمة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية