أفاق سكان في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الكهنوت الحوثي منذ يوم أمس الماضي على نداءات تعلو من المساجد تدعوهم لجمع الأموال والتبرع بها لشراء "كسوة العيد" لمقاتلي المليشيا الإرهابية. دعوات لم يقتصر الحوثي على بثها من منابر المساجد فحسب إنما شكل من أجلها لجانا غير معلنة تجوب الشوارع وتزور الأهالي لذات المهمة الاستغلالية.

 

وبعد أسابيع من حملة احتيال حوثية لجمع تبرعات لمليشيات حزب الله الإرهابية في لبنان تحصل محرر "وكالة ٢ديسمبر" على بلاغات من عدة أسر في صنعاء أكدت صحة الأنباء التي نقلتها مصادر الوكالة في العاصمة المغتصبة عن مهمة الاستغلال الجديدة الرامية لجمع المزيد من المال على حساب المعاناة المُلقاة على عواتق السكان، والذين باتوا يعيشون حياتهم بتعسفات حوثية يومية تخرج تحت أكثر من مسمى.

 

ووفقا لثلاثة مصادر تطابقت شهاداتهم، فإن الخطيب الحوثي في مسجد بلال بشارع هائل دعا المصلين يوم الجمعة إلى ضرورة التبرع بالمال لتوفير الكساء لمقاتلي الكهنوت، بالتوازي مع دعوات مماثلة رفعت عبر مساجد متفرقة بالمدينة. وقالت المصادر إن الخطيب قال بصريح العبارة " الأمر ضروري وواجب على الجميع بلا استثناء".

 

وعادة ما يسبق الحملات الحوثية الانتهازية دعوات خطابية توجه عبر وسائل الإعلام وخطباء المساجد والمشرفين الثقافيين الحوثيين قبل أن تتحول الحملة إلى أمر الزامي يُفرض على الناس الذين لا يتجاوبون مع الدعوات المسبقة.

 

وفي اتصال هاتفي بالوكالة قال (م.ح.و) وهو مالك محل تجاري في شارع صخر إن مسلحين حوثيين يحملون مستندات ورقية مسجل عليها بيانات متجره زاروه أمس الماضي وطالبوه بتوفير ١٥٠ ألف خلال ٥ أيام لصالح ما أسموها "كسوة العيد".

 

وقال المصدر الذي اشترط قطعا عدم ذكر اسمه إنه دخل في مقايضة وجدل طويل مع عناصر المليشيا ليتجاوزوه عن هذه الفرائض، إلا أنهم شددوا عليه بضرورة دفع المبلغ قبل أن تتخذ بحقه إجراءات عقابية لعدم تجاوبه معهم. ما اضطره في الأخير إلى توقيع سند تعهد من خلالها بسداد المبلغ في غضون الفترة المحددة.

 

وأجرى المحرر ثلاثة اتصالات مع ملاك محلات مشابهة في ذات الشارع لمعرفة ما إذا كانت اللجنة الحوثية قد زارتهم أيضا، وبينما رفض أحدهم التجاوب مع المحرر تحفظ الآخر عن الإجابة والتزم الصمت، وألمح الثالث إلى حقيقة المعلومة لكنه فضل ألا  يعطي المزيد من التفاصيل  في هذا الصدد خوفا من رصد المكالمة الهاتفية.

 

ويبدو أن المليشيا أطلقت هذه الحملة في أحياء معينة مثل حي هائل وحي القيادة وشارع صخر ومنطقة حدة، وأحياء أخرى، إلا أنها لم تعممها على جميع المناطق وفق ما أكده أحد السكان في حي شملان الذي قال إن الحملة لم تصلهم بعد.

 

ويرجح أن تكون هذه الإجراءات خطوة أولى لقياس ردّات الفعل المجتمعية، حيث لا يستبعد أن تكون تمهيدا لتعميمها على جميع المناطق كما فعلت عبر حملات مشابهة من قبل مثل "المجهود الحربي" و "الزكاة".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية