في كل زاوية من مدينة حيس جنوب الحديدة يجد المتجول بحذر خشية قناصة المليشيا، قصةً تدمي القلوب، تخلقت على إثر جريمة حوثية ارتكبها قناص أو سببتها قذيفة مدفعية أو قصف عشوائي همجي لا يستهدف إلا مساكن الأبرياء.

 

وضمن جولاته اليومية في واقع الناس لتوثيق جرائم الكهنوت الحوثي، زار فريق "وكالة 2 ديسمبر" بالتعاون مع نشطاء محليين في حيس، منزل الطفلة إيمان إبراهيم(ثمانية أعوام) في منزلها الذي لا يبعد أكثر من كيلو متر واحد عن خطوط النار غرب المدينة.

 

تحمل إيمان على جسدها إعاقة منذ عشرة أيام على إثر تعرضها لعملية قنص فاشلة، لكنها متعمدة، بقناصة 23 ملم، لكن  اصطدمت الرصاصة عرض صخرة جوارها وتطايرت الشظايا التي أسفرت عن بتر يدها اليسرى من المعصم، وكسر عظام ساقها الأيمن، لقد قرر عليها الكهنوت أن تحيا في إعاقة دائمة.

 

ذات يوم أقدمت مليشيا الكهنوت على تهديد أسرة الطفلة إيمان وهم في مسقط رأسهم بقرية "تبيش" في ريف حيس حيث تسيطر المليشيا، لكن أباها رفض وما كان من المليشيا إلا أن تقصف منزله مباشرة بقذائف الهاون. تقول إيمان "حط في مربعتنا هاون من حق الحوثي واحنا هربنا الظهر".

 

لقد هجر الكهنوت الأسرة المكونة من أب وأم وخمس بنات وطفل، فمضوا سيرا على الأقدام يشقون خطوط النار للوصول إلى أمان يطلبونه في حيس، فكتب لهم القدر أن يعيشوا في الخوف مرة أخرى بمقربة من خطوط النار.

 

لا تقوى إيمان الصغيرة على الحركة بما يكفي ولذا تساعدها شقيقتها التي تكبرها بعامين وحينما كنا في زيارة إليها التقيناها عند صديقة لها يتبادلن الحديث عن حالها الذي آلت إليه بسبب المليشيا، وهي التي كانت إلى قبل أيام تلهو وتلعب بكل قدراتها كأي طفل له الحق في اللعب.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية