مات محمد عبد السلام وهو يبحث عن الغسيل الكُلوي الذي يحتاجه ثلاث مرات في الأسبوع، حيث ظل يتنقل بين صنعاء وإب للحصول على الغسيل، إلا أنه كان في أغلب الأحيان لا يحصل عليه.

 

يبحث المريض عن العلاج إلا أنه لم يجده، وفي الوقت الذي كان مرضى السكري والقلب والفشل الكُلوي يحصلون على العلاج المجاني المدعوم من قبل الدول والعديد من المنظمات لم يعد موجوداً بعد أن حولت الميليشيا العلاج المجاني إلى علاج بثمن، فضلاً عن منع علاجات من الدخول إلى البلد، وممارساتها التي أجبرت العديد من المنظمات إلى عدم قدرتها على الوصول إلى المرضى.
 

ممارسات عدة تقوم بها المليشيات الحوثية وتسببت في زيادة أوجاع مرضى الأمراض المزمنة وأبرزهم مرضى الفشل الكُلوي، فهي لا تضع أية اهتمامات لأوجاع الناس كونها مشروع موت بات كل يمني يتألم منه.
 

 

في زمن المليشيا.. الموت يحصد أرواح المرضى

المواطن حسين عبد الله يقول لـ " وكالة 2 ديسمبر ": "منذ أن انقلبت هذه الميليشيا على الدولة بدأنا نعيش واقع الموت الذي تتخذه الميليشيا شعاراً لها، وفي كل يوم نودع أخاً وأباً وابناً وصديقاً، فالجوع يحصد الأرواح والمرض كذلك يأخذ نصيبه من أرواحنا".
 

المواطن حسين يعيش واقع الموت الذي تفرضه الميليشيا على اليمنيين، وقبل أيام قليلة توفي والده بسبب غياب الرعاية الصحية، ويقول لـ "الوكالة": "كنا نقوم بغسل الكُلى لأبي 3 مرات في الأسبوع، وبسبب زيادة أعداد المرضى وقلة العلاج والمستلزمات المطلوبة، الأمر ضاعف من معاناته خاصة في ظل غياب الراتب الذي جعلنا عاجزين عن توفير الرعاية الطبية له".
 

 

ربع مرضى الفشل الكُلوي يموتون سنوياً بسبب غياب الرعاية

وفي ذات السياق تقول المنظمات الدولية إن ربع مرضى الفشل الكُلوي يموتون سنوياً بسبب غياب الرعاية الصحية في ظل الأوضاع الراهنة، ووفقاً للبيانات فإن عدد مرضى الفشل الكُلوي يصل إلى 25 ألف مريض، وتزداد عدد الحالات بصورة مستمرة.
 

حالات موت كثيرة يعيشها اليمنيين في ظل سيطرة الميليشيا على مؤسسات الدولة التي عطلت الحياة وجعلت الشعب عاجزاً عن دفع شبح الموت الذي بات يحاصرهم.
 

 

90% من ذوي الأمراض المزمنة لا ينتظمون بالدواء جراء الفقر

أحد أطباء القلب فضل عدم ذكر اسمه، يقول لـ "الوكالة": "أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى القلب والسكري والفشل الكُلوي يحتاجون إلى العلاج بصورة مستمرة بدون انقطاع، كما أنهم يحتاجون إلى نظام غذائي معين، وبالنسبة للمرضى الذين أتابعهم وهم يعانون من مرض القلب فإن 90% منهم لا يتناولون العلاج بشكل كامل فإما أنهم ينقطعون عن استخدام العلاج لفترات أو يقللون من الجرع، وذلك بسبب عدم قدرتهم على شراء العلاج، كما أن الأغلبية لا يلتزمون بالنظام الغذائي لعدم قدرتهم أيضاً على توفير قيمة العلاج".
 

 

70% من إمكانيات المستشفيات الحكومية لصالح جرحى الميليشيا

بدوره مصدر طبي في إحدى المستشفيات الحكومية يقول لـ " وكالة 2 ديسمبر " إن 70 % من إمكانيات المستشفيات الحكومية تحولت للعمل لصالح ميليشيات الحوثي التي تلزمها بتوفير العناية لجرحاها، وعلى حساب المرضى خاصة من يعانون من الأمراض المزمنة، حيث بات من الصعب توفير العناية لهم، خاصة أن الميزانية تذهب لصالح جرحى الميليشيا فضلاً عن حجز الأسرة وغرف الرقود فالكثير ممن يعانون الأمراض المزمنة بحاجة إلى الرقود في المستشفيات لضمان الرعاية الصحية الكاملة.
 

ويشير المصدر إلى أن أغلب المراكز الطبية الصحية تحولت إلى مساكن لجرحى ميليشيا الحوثي وباتت متوقفة عن العمل الأمر الذي يزيد من الأعباء على المستشفيات الحكومية الكبيرة في العاصمة ويحرم الكثير من الناس من الرعاية الصحية، يقابل ذلك عدم قدرة 90% من الأسر بالعاصمة على الحصول على الرعاية الطبية من المستشفيات والعيادات الخاصة كونها لا تمتلك الدخل الكافي.
 

الفقر الذي زادت الميليشيا من توسيع فجوته يجبر الكثير من مرضى الأمراض المزمنة على الموت، وفي ذات الوقت لا تكترث هذه الميليشيا لما تقوم به من إبادة للشعب، وما تزال تواصل مسيرتها في النهب والفساد وتدمير البلد وحصد أرواح الناس.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية