دأبت المليشيا الحوثية الموالية لإيران على اضطهاد اليمنيين بكل ما أوتيت من حقد، وتتربع مناطق تهامة والساحل الغربي اليمني على رأس المعاناة اليمنية، فجنبا إلى جنب تكاتفت الأوبئة مع المليشيا على زراعة واسعة للمأساة، عبر وسائل القتل بالألغام والمقذوفات، والتشريد، ومن ينجو تلقفته أمراض وبائية تزيد المليشيا الحوثية فعاليتها بمنع مواجهتها، سواء بتقصيرها المشين في دعم المراكز الصحية أو بصرف المنظمات الإنسانية عن أداء مهامها.
 
وفي السياق تشير التقارير إلى إصابة أبناء مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة التهامية بجائحة الملاريا وحمى الضنك في الثلاثة الأسابيع الفائتة.
 
 
وتؤكد المعلومات إصابة ما معدله 500 حالة، يوميا، بالملاريا والضنك في هذه المديرية، يتوفى جراءها أكثر من ثلاثة أشخاص في اليوم الواحد، حسب إحصائيات للعشر الأيام الأولى من نوفمبر الجاري.
 
وأودت الملاريا وحمى الضنك المتفشية في مديرية الجراحي، بحياة 49 شخصاً، وإصابة 6 آلاف و853 آخرين خلال الأيام العشرين الماضية، من 21 أكتوبر وحتى 10 نوفمبر الجاري، في الوقت الذي تمنع فيه ميليشيا الحوثي، تنفيذ مشاريع مكافحة الأمراض والأوبئة، وتواصل إيقاف رواتب وموازنة تشغيل المرافق الصحية.
 
 وتفشت الملاريا وحمى الضنك في مركز وقرى مديرية الجراحي، بمحافظة الحديدة، وزادت ضراوة خلال الأيام العشر الماضية، في ظل غياب تام للمنظمات الدولية وانهيار شبه كلي للمراكز والوحدات الصحية التي خرجت عن الجاهزية منذ سنوات جراء توقف خدمات القطاع الصحي.
 
وأوضحت إحصائية الترصد الوبائي لمكتب الصحة بمديرية الجراحي، أنه خلال الأيام العشر الماضية من 1 الى 10 نوفمبر الجاري، أصابت الملاريا وحمى الضنك 5 آلاف و85 شخصاً و37 حالة وفاة من أبناء مديرية الجراحي.
 
وأشارت الإحصائية الصحية إلى أن عدد حالات الإصابة بالملاريا والاشتباه بالضنك بالجراحي خلال العشر الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر الماضي، ما بين 21 وحتى شهر 31 بلغت 1770 حالة إصابة و12 حالة وفاة.
  
 وزاد خطر انتقال العدوى بالملاريا وحمى الضنك بسبب الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي على اليمن واليمنيين، ونقص المرافق الصحية، وسوء الظروف المعيشية وعدم وجود أنشطة لمكافحة ناقلات الأمراض.
 
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، قد أعلن الأسبوع الماضي، أن ميليشيا الحوثي رفضت منح الموافقة على 11 مشروعاً منقذاً للحياة في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، ممولاً من الصندوق الإنساني اليمني، التابع للصناديق المشتركة القُطرية، للعام 2019، ومخصصاتها المالية دفعها المانحون لليمن.
 
وأضاف تقرير "الصندوق الإنساني اليمني، لوحة البيانات الفصلية - يناير - سبتمبر 2019" أن المشاريع التي منعتها ميليشيا الحوثي، خاصة في قطاعي الصحة والمياه والصرف الصحي، بينها مشروعان مهمان للاستجابة للكوليرا، بتمويل من الصندوق اليمني الإنساني.
 
وأكد تحليل أجرته مجموعة الصحة العاملة، أن شريحة الفقراء، التي تمثل السواد الأكبر من السكان، تواجه صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية خاصة في ظل التكلفة العالية لخدمات المرافق الصحية الخاصة.
 
وتفشت خلال السنوات الأربع ونصف الماضية، عدد من الأمراض، مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة وحمى الضنك والجرب، وأودت بأرواح عشرات الآلاف من السكان، في ظل تدهور القطاع الصحي، وعدم قدرته على الاستجابة لاستقبال الحالات المرضية الطارئة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية