لا تقتصرُ المهمة الإماراتية في الاعراس الجماعية التي تقام في مناطق اليمن المحررة على التوفيق بين قلبين فحسب، والإسهام في تكوين الأسرة اليمنية عبر هذه الاعراس التي تقام بين الحين والآخر لتزويج دفعة من الشباب والشابات الذين حكمت عليهم الظروف بعدم القدرة على إقامة اعراسهم فتدخل الهلال الاحمر الإماراتي في اللحظة المتطلبة بمهمة إنسانية بثت الفرح في صدور المعوزين الذين لطالموا انتظروا ليالي زفافهم فحالت دون ذلك الظروف.
 
ثمة جانب آخر أكثر اشراقًا يبدو حاضراً في الاعراس الجماعية، وهو التراث الذي يحضر في الغناء والرقص الشعبي والفلكلورات الشعبية المرافقة للاعراس والتي تقام كطقوس فرح للإبهاج، لكنها في ذات الوقت تمثل منصةً براقةً لإحياء التراث الشعبي اليمني المتلاشي نظراً لحال البلد المهدومة مؤسساته بما فيها المؤسسات الثقافية نتيجة الحرب الحوثية الشعواء ما أدى إلى تجميد الأنشطة الثقافية.
 
كانت الاحتفالات والكرنفالات الرسمية التي تقام في زمن الدولة تجسد الكثير من الفنون الشعبية ويتم عبرها تخليد تراث اليمنيين ومع دخول البلد في أتون الحرب والفوضى الحوثية تلاشت هذه الاحياءات حتى اختفت، إلى أن ظهرت الاعراس الجماعية التي ترعاها الإمارات فأعادت صناعة هذا التراث بلونه المتنوع والمتميز، فلا تكاد تخلو الاعراس التي أقيمت في البلاد خاصة في الساحل الغربي من هذه الفنون بمختلف أنواعها وأشكالها وطرق أدائها وعرضها.
 
وفي مهمتها الأساسية الهادفة إلى مساعدة الشباب والشابات في الزواج وتكوين الأسر والتغلب على الظروف الاقتصادية نجحت الإمارات كذاك في إحداث نقلة مبهرة في ملف الزواج الجماعي، بالذات في الساحل الغربي الذي استفاد أبناءه ستة اعراس جماعية جمعت قرابة الألف عريس وعروس ببعض بعد فراق أطالت امده ظروف الفقر والعوز.
 
في الخلاصة ينبغي التذكير دائما بالادوار الإنسانية التي تتحقق بجهود اماراتية في عموم اليمن، لا تقتصر فيها المهمة على تقديم المساعدات الإنسانية او تفعيل المؤسسات الخدمية وإصلاح البنية التحتية فحسب، بل باتت تلك الجهود تلامس شتى احتياجات الناس إلى درجة المساهمة في تزويج الشباب، وهذا بحد ذاته عمل يعبر عن اصالة الإسناد الاخوي الإماراتي الذي يتعدى حدود العطاء الى مستوى السخاء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية