عقب أحداث الانتفاضة الخضراء في إيران عام 2009، حاولت قوات الأمن الإيرانية ضبط النفس في التعامل مع المحتجين، وحتى في الاحتججات التي جرت أواخر 2017 وبداية 2018، كان العنف المميت محدودا، إلا أن الوضع قد اختلف في مواجهة الاحتجاجات التي انطلقت مساء الجمعة.
 
وقتل أكثر من 100 متظاهر بسبب عنف قوات الأمن الإيرانية، في حين أظهرت مقاطع فيديو قوات الأمن وبينها "الباسيج" وهي تطلق الرصاص الحي على المظاهرات، في مشهد يشبه ما يحدث بالعراق أيضا.
 
وقد اندلعت المظاهرت في إيران في 15 نوفمبر في أكثر من 150 مدينة في مختلف أنحاء البلاد، احتجاجا على رفع الحكومة أسعار البنزين.
 
وأشار مغردون إيرانيون إلى أن ثلاث كتائب تابعة للباسيج على وجه الخصوص، تم تكليفهم بقمع التظاهرات بدءا من يوم الثلاثاء، وهما كتيبة "الإمام علي" وكتيبة "الإمام الحسين" وكتيبة "عاشوراء".
 
وخلال الساعات الأخيرة، نشر مغردون مقاطع فيديو تظهر قوات الباسيج وهي تفرق التظاهرات باستخدام الدراجات في عدة مناطق بإيران.
 
استخدام الدراجات لتفريق المتظاهرين يعتبر تقليدا إيرانيا، يلجأ إليه الباسيج منذ عام 1999، وقد انتقل إلى دول أخرى مثل لبنان، والسودان.
 
ونشر مغردون إيرانيون قوائم بأسماء قادة الباسيج الذين تم إرسالهم على رأس كتيبة "الإمام علي" إلى مدينتي تبريز وأردبيل شمال غربي إيران، لقمع المظاهرات.
 
المحلل السياسي الإيراني باباك طاقفاي، أكد على تويتر أن النظام الإيراني بصدد إرسال كتيبتي "الإمام علي" و"عاشوراء" إلى عدد من المناطق في مختلف أنحاء البلاد، مرفقا التغريدة بفيديو لتدريبات، تجريها قوات الباسيج، على قمع التظاهرات منذ ثلاثة أيام.
 
وكان الحرس الثوري قد نظم مناورات "إلى البيت المقدس"، شارك فيها مئات من قوات الباسيج، من مختلف أنحاء إيران، وقد ركزت المناورات على كيفية قمع المظاهرات.
 
ونظم الحرس الثوري مناورات مشابهة في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران منذ ثلاث أيام، شارك فيها ألف عنصر من كتائب الحسين التابعة للباسيج، وقد ظهر فيها استخدام للرشاشات والآر بي جي. وكانت كذلك لقمع المتظاهرين.
 
يذكر أن قوات الباسيج قد شاركت بقوة في قمع احتجاجات الحركة الخضراء في إيران عام 2009، جنبا إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني.
 
وقد تسببت الباسيج في مقتل عشرات المتظاهرين خلال تلك احتجاجات، وكان أشهر الضحايا ندا آقاسلطان‎، التي التقطت الكاميرات لحظات وفاتها.
 
ولدى قوات الباسيج عناصر مجندة تنتشر في المدارس، سواء الابتدائية، أم المتوسطة، أم الثانوية. وقد تم البدء في توظيفهم داخليا لمصلحة النظام منذ انتهاء حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق في 1988.
 
المصدر: الحرة 
 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية