قالت متحدثة باسم حكومة ميركل إن مقتل الجنرال سليماني بغارة أمريكية في بغداد، جاء كرد فعل على سلسلة من الاستفزازات العسكرية التي تتحمل مسؤوليتها إيران، مبينة أن ألمانيا ستعمل على نزع فتيل التوتر.

 

ودعت الحكومة الألمانية، خلال مؤتمر صحفي حكومي اعتيادي، اليوم الجمعة، إلى التهدئة، في أعقاب مقتل الجنرال قاسم سليماني (62 عاما)، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في غارة شنتها القوات الأمريكية على مطار بغداد الدولي مساء أمس الخميس، أسفرت عن مقتله ومقتل أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشيعية العراقية القوية، وآخرين.

 

وقالت أولريكه ديمر، نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، "المهم الآن هو التهدئة، وبالذات عند هذه النقطة"، منبهةً إلى أن التصرف الأمريكي "جاء كرد فعل على سلسلة من الاستفزازات العسكرية التي تتحمل مسؤوليتها إيران.. وأُذَكِّر هنا بالهجمات على ناقلات النفط في مضيق هرمز ومنشآت النفط السعودية". وتابعت المتحدثة بالقول إن " الصراعات الإقليمية لا يمكن حلها إلا عبر الطرق الدبلوماسية فقط، ونحن نتبادل الرأي في هذا الشأن مع حلفائنا".

 

وأضافت ديمر: "نتابع أيضا بقلق بالغ أنشطة إيران في المنطقة. نقف أمام تصعيد خطير"، مضيفة أن ألمانيا ستعمل على نزع فتيل التوتر.

 

وتجنبت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، في رد على سؤال، توجيه نقد مباشر لتصرف الحكومة الأمريكية.

 

ومن جانبه طالب حزب الخضر الألماني بوقف مؤقت لجميع أنشطة الجيش الألماني في العراق حاليا وطالب نوريبور متحدث الشؤون الخارجية بكتلة الخضر في البرلمان الألماني، اليوم الجمعة، الحكومة الألمانية بالقيام بكافة "وسائل دبلوماسية الأزمات.. حتى يمكن توضيح كيفية ضمان أمن جندياتنا وجنودنا".

 

وأضاف أوميد نوريبورأن مقتل سليماني هو "انزلاق سريع في تصعيد عسكري ضخم". وأضاف نوريبور أن "سليماني كان وجه سياسة طهران في المنطقة وموته سيفهمه الجانب الإيراني على أنه فقد لماء الوجه وإعلان حرب أمريكي".

 

ويذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن أنه تحدث مع نظيره الألماني حول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات دفاعية للقضاء على قاسم سليماني. وأكد أن ألمانيا تشعر بالقلق أيضاً إزاء استمرار الاستفزازات العسكرية للنظام الإيراني. وأكد التزام الولايات المتحدة بعدم التصعيد مع إيران.

 

ومن جانبه حذر هايو فونكه، الخبير الألماني بشئون الشرق الأوسط من تصاعد خطر الحرب في المنطقة بصورة كبيرة. وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الجمعة إن ألمانيا مطالبَة بالعمل على وقف التصعيد المحتمل بين إيران والحكومة الأمريكية. وأضاف فونكه أن "الأمر مرهون بالأشهر المقبلة، والحكومة الألمانية مطالبَة على نحو مختلف تماما عن كل المطالبات التي وُجِّهَتْ إليها حتى الآن ولا ينبغي عليها أن تصمت".

 

وحذر فونكه من أن " خطر الحرب ارتفع على نحو لا نهاية له"، وقال إن الموقف برمته عبارة عن بناء مأساوي، وتجنب حرب ستكون خارج السيطرة مرهون على الأيام والأشهر المقبلة.

 

كانت القيادة العليا في إيران توعدت الولايات المتحدة بالانتقام بعد مقتل سليماني، ورأى فونكه أن كل شيء محتمل في هذا الرد" استمرار الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، ومن الوارد أيضا أن يطال الأمر إسرائيل". ورأى فونكه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من بدأ هذا التصعيد بقراره بشن الغارة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية